أكد باكاري سامب، الخبير في السياسة الدولية، والمتخصص في العلاقات المغربية الإفريقية، أن المخرج الذي قرره المغرب لحالة أميناتو حيدر "هو الحل الأكثر حكمة، والأكثر مطابقة للمنطق وللتقاليد الدبلوماسية للمملكة". وقال سامب، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن "هذا المخرج لقضية أميناتو هو الحل الأكثر حكمة، والأكثر مطابقة للمنطق وللتقاليد الدبلوماسية للمغرب، الذي استعاد، منذ إطلاق المبادرة الباعثة على الأمل، المتمثلة في منح الحكم الذاتي للصحراء، مكانته كمحور دبلوماسي بالقارة الإفريقية". وأضاف الخبير أنه "منذ إطلاق هذه المبادرة، التي نوهت بها القوى الكبرى العالمية باعتبارها ذات مصداقية وجدية، لم يسبق لإفريقيا أن عبرت عن رغبة مماثلة لها في عودة المغرب إلى حظيرتها". وقال "آن الأوان لكي يستعيد المغرب، أحد مؤسسي مجموعة الدارالبيضاء، التي أحدثت منظمة الوحدة الإفريقية، مكانته داخل الأسرة الإفريقية، حيث يوجد لديه عدد أكبر من الأصدقاء، ويحظى بدعم أكبر مما لدى أي بلد مغاربي آخر، بالنظر إلى دوره التاريخي والدبلوماسي". وأبرز سامب، وهو أيضا باحث في معهد دراسات الحضارات الإسلامية بلندن، من جهة أخرى، "شجاعة" و"وضوح" الدبلوماسية المغربية في معالجة حالة أميناتو حيدر، موضحا أن المعنية بالأمر دخلت المغرب بعد أن قامت بكافة الإجراءات المطلوبة. وأضاف أن "هذا يدل على نوع من الحزم في ما يتعلق بالاحترام التام للقانون المغربي في هذا المجال، دون الخروج عن إطار المبادئ الإنسانية التي جرى أخذها، باستمرار، بعين الاعتبار في معالجة هذا الملف"، مبرزا أن المغرب اتخذ القرار الحكيم بعدم الخضوع لضغوط من كانوا يريدون "إثارة الاهتمام حول القضية"، أو استغلالها لأغراض سيئة. وفي سياق حديثه عن الارتياح، الذي خلفه قرار المغرب، أشار الباحث إلى أن "ردود الفعل الإيجابية لم تكن مغربية فقط". وذكر الباحث، الذي يستعد لنشر كتاب جديد حول "المغرب بإفريقيا: بين النموذج الديني والهيبة الدبلوماسية"، بأن الأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة، بان كي مون، أعرب عن ارتياحه للعمل الذي قام به المغرب في هذا الصدد، معربا عن أمله في أن تعمل كافة الأطراف مع مبعوثه الشخصي كريستوفر روس. كما أبرز رد فعل كاتبة الدولة الأميركية في الخارجية، هيلاري كلينتون، التي قالت إنها سرت بعد معرفتها بقرار الحكومة المغربية، السماح بعودة أميناتو حيدر لأسباب إنسانية، مذكرة بأن "هذه البادرة الإنسانية تعكس روح النبل الأصيلة للحكومة والشعب المغربيين".