فازت الفنانة التشكيلية المغربية صفاء الرواس، بجائزة بينالي البحر الأبيض المتوسط، التي تقدر قيمتها ب 35 ألف جنيه مصري، حسب ما أعلنته لجنة تحكيم البينالي، الذي اختتمت فعالياته، أخيرا، بالإسكندرية.كما فاز كل من تيسير بركات من فلسطين، ودوريس بيطار من لبنان، بالجائزة نفسها، بعد أن قرر منظمو البينالي إعادة منح الجوائز المالية، بعد توقفها في دورات سابقة، ما أثر سلبا على جدية المشاركات. فيما فاز بجائزة البينالي الكبرى"منار الإسكندرية" وقدرها مائة ألف جنيه مصري، الفنان المصري وائل شوقي. وعبرت صفاء الرواس، التي تعرض، إلى غاية ثامن يناير المقبل، جديد أعمالهما بفضاء معهد ثيربانتيس، بالرباط، تحت عنوان "مطرين"، عن سعادتها بهذه الجائزة، التي اعتبرتها تتويجا مستحقا لمسارها الفني، بعد مشاركتها في العديد من المعارض الوطنية والدولية. وقالت الفنانة صفاء الرواس، التي ولدت عام 1976 في تطوان، إن اختيارها للمشاركة في بينالي الإسكندرية، جاء بعد سلسلة من المعارض الدولية الناجحة، التي منحت أعمالها الفنية الشهرة والتقدير، ووصفت الرواس، أعمالها الفنية بأنها مزيج من النحت واللوحة والصورة المرتبطة أساسا بالفضاء والمادة. وبحسب بعض النقاد، فإن أعمال الفنانة صفاء الرواس، تعتبر تيارا جديدا في الفن المغربي المعاصر، فهي تتشكل من (خيوط وأقمشة ونسيج، وورق حريري وخيوط فضة وإبر وشفرات حلاقة...) تتبث على الجدران بالإبر لتعطي صورة ظلال الكثافة والشفافية، والمخيط والمرتق، وشذرات الجسم الإنساني. ونوهت لجنة تحكيم البينالي، التي تكونت من فنانين عالميين، هما الياباني فوميو نانجو رئيسا، والبرازيلية دانييلا جيبو، والفنانة الدانماركية إليزابيث ديلين هانسن، والمصري هديل نظمي، والعراقي ريان عبد الله، والبريطانية إميلي دوهرتي، والأميركي جيمس هاريتاس، بأعمال الفنانة التونسية نادية كعبي لينكي، وأعمال الإسباني فاليريانو لوبيز. وأكد رئيس لجنة التحكيم ، الياباني فوميو نانجو، أن كل الأعمال المشاركة تستحق الفوز بجوائز البينالي، لتميزها وتعبيرها عن روح دول البحر المتوسط، مشيرا إلى أن لجنة التحكيم لم تعمد إلى أن يكون الفائزون من الفنانين العرب، وإنما التزمت الحيادية والموضوعية، فالحكم هو جودة وخصوصية الأعمال وقدرتها على تقديم الجديد في رؤيتها. وشهدت الدورة، الخامسة والعشرون، التي كرمت كلا من الفنانة الفلسطينية سهى شومان، والفنان الإيطالي، مايكل أنجلو بيستوليتو، تنظيم مجموعة من الندوات بمشاركة مجموعة من الباحثين والنقاد الفنيين، منهم الناقد المغربي فريد الزاهي، والمصري محمد رفيق خليل، واللبناني شربل داغر، والسوداني صلاح حسن، والفلسطيني جاك برسيكيان "المدير الفنى لبينالى الشارقة"، والسوري إسماعيل الرفاعي منسق "لقاء مارس" في بينالي الشارقة، ونيبال بكفلوني مدير قطاع الفنون التشكيلية السوري. وغابت الجزائر عن البينالي، الذي عرف مشاركة 16 دولة هي مصر، وإسبانيا، وإيطاليا، وألبانيا، وتركيا، وتونس، وسلوفينيا، وسوريا، وفرنسا، وفلسطين، وكرواتيا، ولبنان، وليبيا، ومالطة، والمغرب، واليونان، بعدما فرضت أحداث السودان نفسها على فعالياته. وكان وزير الثقافة المصري فاروق حسنى، أمر بفتح تحقيق معمق، حول قرار قطاع الفنون التشكيلية المصري، منع الجزائر من المشاركة في "بينالي" البحر المتوسط، بالإسكندرية. وقال الفنان محسن شعلان، رئيس بينالي الإسكندرية الدولي لدول البحر المتوسط ورئيس قطاع الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة المصرية، قبل ساعات من افتتاح "البينالي"، الذي انتهت فعالياته، أخيرا، ردا على سؤال أحد الفنانين حول البيان، الصادر بمنع الجزائر من المشاركة في البينالي، إن "البيان الذي أصدره بمنع مشاركة إحدى الفنانات الجزائريات، لم يقصد به إقحام البينالي في ما حدث، لكن "بينالي" الإسكندرية كان الحدث الثقافي الأقرب، الذي سيقام في مصر، مضيفا ،"أن الفن لابد أن يتدخل، إذا كانت المشكلة تمس المجتمع كله، وحين يحرق العلم المصري ويداس بالأقدام". وأوضح شعلان في السياق ذاته، أن "الفن والثقافة أكبر من أن توضع في كفة مقابلة لكرة القدم، مع احترامنا وتقديرنا لهذه الرياضة... لكنني جرحت عندما رأيت علم مصر يداس تحت الأقدام، فكيف لي أن أرفع العلم الجزائري، إنني لا أتراجع أو أتنصل مما قلت، فعلت ذلك من أجل إرادة مصر وشعبها، وجعلت وظيفتي في كفة وهذا الأمر في كفة، بعدما وصلني أن الجزائريين أزالوا أعمال الفنانين المصريين من المعارض".