بعد السلسلة الأولى التي تحمل عنوان "طريق الوصول إلى حب الله", وسلسلة "كيف تحافظ على علاقاتك الأخوية", يطرح الأستاذ حسن رقيق كتابا جديدا يدخل ضمن سلسة "رسائل المحبة", يحمل عنوان "فن التواصل مع الناس".يقدم الكاتب حسن رقيق, في سلسلته الثالثة, رسالة يطرح من خلالها قواعد التأثير وتقنيات الإلقاء وذوقيات المخالطة. يمكن تصنيف هذا الكتاب الجديد، الذي يطرح ستة عشر موضوعا، منها "خالط الناس" و"كفاك شرفا" و"ثوبك يرفعك قبل جلوسك" و"للهدية سحر", وذوقيات المخالطة", وغيرها من المواضيع, التي يخلق من خلالها الكاتب فضاء للتجاوب بين الناس والتقرب من بعضهما البعض، في خانة الإبداعات الدينية. كتاب "فن التواصل مع الناس", من إصدارات دار إفريقيا الشرق، ويتكون من 126 صفحة من الحجم الصغير, هو دعوة لطرح عدة تساؤلات منها, كيف تكون شخصا اجتماعيا مؤثرا؟... كيف توظف إشاراتك لتوضيح عباراتك؟... كيف توزع نظراتك وتصغي لمن يحدثك؟... كيف تطور قدراتك؟... كيف تبدأ حديثك وتختمه... ما هي تقنيات الإلقاء... كيف تروض نبرات صوتك لتلائم فحوى كلامك... آليات التواصل مجالاته... التنشيط وظائفه ومهاراته... كلها استفسارات يجيب عندا الأستاذ حسن رقيق. وعن موضوع "ثوبك يرفعك قبل جلوسك" يقول حسن رقيق "عبارة بليغة نتداولها في أوساطنا الاجتماعية, عبارة تبين بكل وضوح أن للانطباع الأولي أثره التفسي على طبيعة تعامل الناس بعضهم بعضا. لنتأمل قول رب العزة سبحانه: ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسترحون وتحمل أثقالهم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس, إن ربكم لرؤوف رحيم". لنتأمل كيف أنه عز وجل في سياق ذكر منته على خلقه بأن سخر لهم الأنعام لينتفعوا بلحومها وجلودها وأوبارها وأصوافها وألبانها، لم يغفل الإشارة إلى جمالها. إن الإنسان بفطرته السليمة يحب الهيئة الحسنة وينفر من أضدادها. لذا أوصى صلى الله عليه وسلم صحبه وأمته فقال "إنكم قادمون على إخوانكم, فأصلحوا رحالكم وأصلحوا لباسكم حتى تكونوا كأنكم شامة في الناس, فإن الله لا يحب الفحش ولا التفحش". وأعطى من نفسه القدوة والمثال. وأخبرت عنه عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت "كان نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ينتظرونه على الباب فخرج يريدهم, وفي الدار كروة فيها ماء, فجعل ينظر في الماء ويسوي شعره ولحيته. يحاول الكاتب حسن رقيق, من خلال كتابه, أن يشرح فن التعامل ومهارات التأثير وتقنيات الإلقاء, قائلا "فن وضعت له الأصول والضوابط بعد استقراء طباع الناس وسلوكهم, فأضحى علما قائما بذاته يقبل على دراسته رجال السياسة والأعمال لاستكشاف طرق استمالة الناس حتى يقنعهم بأفكارهم وآرائهم, أو ليبيعوا سلعهم ومنتوجاتهم". وعن موضوع "وزع نظراتك" يقول الكاتب "إن للنظرة أهمية قصوى وتأثيرا بالغا داخل النسيج التواصلي, بها تنسج جسرا بينك وبين مخاطبيك, فيتفاعلوا مع حديثك وينصاعوا لقولك. وتعود والعود أحمد, نعود لسيرة الحبيب محمد صلوات ربي وسلامه عليه. كان إذا تحدث إليه أحدهم لا يلوي له عنقه دون جسده, بل يلتفت إليه جميعا احتراما وتقديرا. ولك أن تتأمل أثر التواصل البصري في قلب الصحابي الجليل عمرو بن العاص رضي الله عنه ما دفعه إلى أن يقول : "وكان أي النبي صلى الله عليه وسلم- يقبل بوجهه علي حتى ظننت أني خير القوم". فاحرص أن تشعر كل فرد من مخاطبيك أنك تخاطبه شخصيا عن طريق توزيع النظرات إليهم بالتساوي, ما استطعت إلى ذلك سبيلا. عملية تبدو سهلة ميسرة إذا كان العدد قليلا, أما حالة الكثرة فيحسن بك أن تختار مجموعة صغيرة من كل قطاع, فتتواصل معهم ببصرك, هكذا دواليك, تنتقل من مجموعة لأخرى عسى أن يحس كل واحد منهم أنك تخاطبه بعينه. وليكن نظرك نظرا هادئا متزنا ودودا ذا طابع حواري, فهذا عربون قوة شخصيتك واتزانك النفسي. انظر بحركة بطيئة, ولا تنظر بحركات والتفاتات مفاجئة. لا تولهم ظهرك أو يحجب وجهك عنهم جهاز مكبر الصوت (الميكروفون), ففي هذه الحالة إما أن تنزله تحت ذقنك أو تضعه جانبا, وإذا كانت القاعة كبيرة فالأفضل استعمال ميكرفون لا سلكي متنقل. أما إذا صرفت عنهم بصرك كأن تنظر في الفراغ أو تحدق إلى الورقة فهذا يقوض صدقيتك ويصمك بالانعزال والانكفاء على الذات, ما يولد لديهم عدم الاهتمام والرغبة في الاستماع".