أكد أحمدو ولد سويلم، أحد القادة المؤسسين (لبوليساريو)، الذي عاد، أخيرا، إلى أرض الوطن، أن حالة أميناتو حيدر جزء من حملة جزائرية تتوخى تصعيد التوتر بالمنطقة، ومن ثم تعقيد مهمة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء، كريستوفر روس. وقال ولد سويلم في حديث عبر الهاتف، أول أمس الاثنين، لمحطة "أوندا سيرو"، الإذاعية الإسبانية إن "هذه الحملة المبرمجة سلفا، تتوخى بشكلها وتوقيتها، ممارسة ضغوطات على المغرب، وخلق وضعية توتر قصوى تجعل مهمة روس، .في تفعيل عملية الحكم الذاتي، التي توافق عليها غالبية الصحراويين، صعبة". وأعرب ولد سويلم عن يقينه بأن الجزائر هي التي تقف وراء هذا التصعيد الإعلامي والسياسي في قضية أميناتو حيدر، وهو ما تدل عليه الزيارة المتزامنة التي قام بها وفد من البرلمانيين الجزائريين إلى المنطقة الواقعة شرق الجدار الأمني، في أعقاب قضية الانفصاليين السبعة الذين دعتهم الجزائر أخيرا. وأضاف أنه "من الواضح أن حالة أميناتو حيدر جرى توظيفها واستغلالها"، مشيرا إلى أن هذه الأخيرة أقحمت نفسها في قضية تتجاوزها، في الوقت الذي يحضر فيه روس لمباشرة جولة جديدة من المفاوضات حول قضية الصحراء المغربية. ولاحظ أن حالة أميناتو حيدر تأتي أيضا في ظرفية يطبعها بروز وعي على المستوى الدولي بضرورة دعم المبادرة الملكية، المتعلقة بمنح حكم ذاتي موسع للصحراء، التي تحظى بإجماع الصحراويين كلهم، وتجسد الآمال في وضع حد للجحيم، الذي يرزح تحته الصحراويون المحتجزون في مخيمات تندوف ولحمادة بالجزائر. وخلص ولد سويلم إلى أن هذا هو السياق الذي تأتي فيه أميناتو حيدر بموقف أقل ما يمكن القول عنه إنه غريب، ويخدم مصالح أجنبية، وجزائرية على الخصوص، قصد إحداث وضعية توتر قصوى، وهي الوضعية التي لن تفيد مسلسل المفاوضات في شيء، ولن تقدم أي خدمة لا للصحراويين، ولا لحيدر نفسها.