أعطى صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أمس الخميس، بالجماعة القروية أغبالو نكردوس، في دائرة كلميمة (إقليمالرشيدية)، انطلاقة أشغال بناء سد تمقيت على وادي إيفغ، بغلاف مالي يناهز350 مليون درهم. (ح م) وقدمت لجلالة الملك، بهذه المناسبة، شروحات حول هذه المنشأة المائية، التي جرت برمجتها في إطار المخطط المديري للموارد المائية للحوض المائي جنوب الأطلسي، وستمكن من تلبية حاجيات سكان المنطقة من الماء الصالح للشرب، وضمان مياه الري، والمحافظة على واحات النخيل بتنجداد. وسيتيح السد، الذي تبلغ سعة حقينته 14 مليون متر مكعب، تعبئة تسعة ملايين متر مكعب من المياه سنويا لضمان ري الدوائر السقوية الموجودة بالسافلة، التي تتوزع ما بين ثمانمائة هكتار بتنجداد، ومائتين وخمسين هكتارا بإيفغ، وتأمين تزويد سكان مراكز تنجداد، وكلميمة، والقصور المجاورة بالماء الشروب. كما سيساهم السد، الذي ستستغرق أشغال إنجازه 32 شهرا، في تطعيم الفرشة المائية لسهل تنجداد، وتوفير تكلفة تعميق الآبار، نظرا لانخفاض مستوى الفرشة المائية، وتكثيف الزراعات المتمثلة أساسا في الأشجار المثمرة (النخيل والزيتون)، وتوفير العلف، وكذا تقوية صبيب الخطارات، التي يجري استغلالها بالسافلة، مما سيعطي دفعة قوية للتطور الاقتصادي والاجتماعي للمنطقة. ويبلغ تعداد السكان المستفيدين من مشروع السد الجديد نحو مائة وخمسين ألف نسمة، يتوزعون ما بين ثلاثين ألف نسمة بالعالم الحضري، ومائة وعشرين ألفا بالوسط القروي. وتشمل مكونات هذه المنشأة سدا رئيسيا، بعلو ستة وخمسين مترا فوق الأساس. وسيتطلب سد تمقيت إنجاز مائة وعشرين ألف متر مكعب من الحفريات، و140 ألف متر مكعب من الخرسانة، وسبعة وعشرين ألف متر من الأثقاب لحجاب المساكة، بالإضافة إلى منشآت ملحقة، تتمثل في مفرغ للحمولات، ومفرغ للقعر، ومآخذ لمياه الري، ومآخذ الماء الشروب، ومنشآت للتحويل المؤقت، وحاجز للفج. ويكتسي تخزين واردات الحمولات وتطعيم الفرشة المائية لتنجداد طابعا حيويا، إذ سيعطي دفعة قوية للتطور الاقتصادي والاجتماعي للمنطقة، ويعزز قدرات الفلاحين في مجال تدبير وصيانة شبكة الري، ولاسيما عبر إعادة تأهيل وتقوية الشبكات التقليدية للري ما سيؤدي، بشكل مباشر، إلى عقلنة وترشيد استعمال المياه. كما قدمت لجلالة الملك شروحات بخصوص مشروع تقوية وتأمين تزويد منطقة كلميمة، وتنجداد، والجماعات القروية المجاورة بالماء الشروب، انطلاقا من سد تمقيت، بكلفة تبلغ مائة وثمانين مليون درهم. وتتضمن الأشغال بهذا المشروع، الذي يستفيد منه مائة وخمسون ألف نسمة، ويشرف عليه المكتب الوطني للماء الصالح للشرب، إنجاز محطة لمعالجة المياه بصبيب يبلغ مائة وثلاثين لترا في الثانية، وأربع محطات للضخ، ووضع حوالي مائتين كلم من قنوات الجر. ويقوم المكتب حاليا بإنجاز الدراسات اللازمة لهذا المشروع، الذي يتوقع أن يجري الشروع في استغلاله قبل سنة 2015 . وإلى جانب تأمين تزويد السكان بالماء الصالح للشرب، سيمكن المشروع من خفض الصبيب المستخرج من الفرشة المائية، وبالتالي المحافظة على الموارد المائية الباطنية. واطلع جلالة الملك كذلك، بالمناسبة نفسها، على المعطيات الخاصة بمشروع تهيئة الحوض المائي بعالية سد إيفغ، الذي رصد له اعتماد مالي يبلغ ثلاثين مليون درهم. ويهدف المشروع، الذي تشرف عليه المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر، إلى محاربة انجراف التربة بالحوض الذي تبلغ مساحته ثلاثة وخمسين ألف هكتار، وتقليص توحل حقينة السد بنسبة ثلاثين في المائة، والمساهمة في التنمية المستدامة، كما سيمكن من فك العزلة عن سكان أربعة دواوير (أربعمائة نسمة). ويندرج هذا المشروع، الذي يدخل ضمن إطار المشاريع المندمجة الرامية إلى محاربة الانجراف وتثمين الموارد المائية والتربة بعالية السدود، في إطار مقاربة قطاعية مندمجة يجري تفعيلها بانخراط السكان المحليين. من جهة أخرى، قدمت لجلالة الملك محمد السادس شروحات بخصوص مشروع الإعداد الهيدروفلاحي للدائرة السقوية بسافلة سد تمقيت، الذي يبلغ غلاف إنجازه ثمانية وثلاثين مليون درهم. ويسعى هذا المشروع، الذي تشرف عليه وزارة الفلاحة والصيد البحري، إلى تكثيف الإنتاج الفلاحي عبر توسيع المساحة المخصصة للخضروات، والأعلاف والأشجار المثمرة، وضمان سقي 1050 هكتارا بصفة منتظمة، وتثمين مياه السقي واستعمالها على طول السنة. كما سيمكن هذا المشروع، الذي ستنتهي الأشغال به في 2013، من الرفع من قيمة الإنتاج الفلاحي، بما يناهز واحدا وعشرين ألف درهم للهكتار في السنة.