أحبط حراس المسجد الأقصى، فجر أمس الأحد، محاولة ليهودي متطرف ومسلح كان سيرتكب مجزرة دموية بحق المُصلين في صلاة الفجر بالمسجد الأقصىمطاهرات بإسطنبول احتجاجا عما يحدث في القدس (أ ف ب) فيما حذر مسؤول ملف القدس في حركة فتح من أن المقدسيين لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام أي محاولة جديدة لليهود المتطرفين للاعتداء على إحدى العائلات الفلسطينية في حي بيت صفافا جنوب مدينة القدسالمحتلة. وتفصيلاً، تمكن حراس المسجد الأقصى من إلقاء القبض على اليهودي مسلح حاول التسلل إلى الحرم قبيل صلاة الفجر، و"أوسعوه ضرباً قبل تسليمه إلى شرطة الاحتلال"، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا". وذكر أحد حراس المسجد أن اليهودي المتطرف حاول التسلل إلى باحات المسجد الأقصى مستخدما السلالم من جهة سوق القطانين وبناية المطهرة المتاخمة للمسجد الأقصى. وقال الحارس إنه يعتقد بأن المتطرف المسلح كان سيرتكب مجزرة كبيرة في الأقصى على غرار مجزرة الحرم الإبراهيمي التي أفضت في نهاية المطاف إلى تقسيم المسجد ثم لاحقا وضع اليد عليه. وفور سماع النبأ، حضرت أعداد كبيرة من سكان الأحياء القريبة والمحاذية للمسجد الأقصى في القدس القديمة إلى المسجد الأقصى، الذي تسوده الآن أجواء مضطربة، فيما تحاول الشرطة الإسرائيلية التكتم على النبأ والتقليل من شأنه. وكانت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، بدأت أول أمس السبت، محادثات السلام بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، التي وصف كبير المفاوضين فيها العملية السلمية بأنها "عالقة"، بسبب عدم رغبة رئيس الوزراء الإسرائيلي في استئنافها، وفي الأثناء شدد رئيس السلطة الفلسطينية على ضرورة وقف الاستيطان قبل استئناف عملية السلام. والتقت كلينتون برئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، محمود عباس، في العاصمة الإماراتية أبوظبي، قبل أن تتوجه إلى إسرائيل للقاء المسؤولين الإسرائيليين، بمن فيهم رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو. وجاء اللقاء بين محمود عباس وكلينتون بعد زيارتها لباكستان التي استغرقت ثلاثة أيام. وقالت كلينتون السبت في اجتماع مع نتنياهو "أريد رؤية الجانبين يستأنفان المحادثات بينهما في أقرب وقت ممكن"، وأضافت قائلة "من الأهمية بمكان البدء بالمفاوضات". وأوضحت كلينتون أنها أبلغت الرسالة نفسها إلى رئيس السلطة الفلسطينية خلال لقائها به في أبوظبي. وقال عريقات إن عباس يريد البدء بالمفاوضات من حيث انتهت مع رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، إيهود أولمرت، وهو ما لا يريده الإسرائيليون، وهو ما قال عنه عريقات إنه يشكل دليلاً على أن نتنياهو ليس "لديه مصلحة" في استمرار المفاوضات. وفي مؤتمر صحفي عقب لقائه بكلينتون، أكد عباس ضرورة وقف الاستيطان كأساس لاستئناف المفاوضات على أساس خارطة الطريق، بما يضمن إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس على حدود 67. وقال إنه لا استئناف للمفاوضات قبل وقف الاستيطان في الأراضي الفلسطينية، وان المفاوضات يجب أن تضمن إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس على حدود 67، مؤكداً حق عودة اللاجئين، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا". وطالب الإدارة الأميركية بممارسة الضغط على إسرائيل لوقف الاستيطان والاعتداءات المستمرة على القدس والمقدسيين، لتهيئة المناخ المناسب للبدء في مفاوضات جادة، مشددا على أن الاستيطان يعد عائقا أمام أي تحرك باتجاه عملية السلام والتوصل إلى تسوية عادلة للقضية الفلسطينية. واعتبر عباس الممارسات الإسرائيلية الرامية إلى تهويد القدس بأنها محاولات فاشلة لا تؤثر على إصرار الفلسطينيين بالتمسك بها عاصمة لدولتهم، مؤكدا أن القدس هي العاصمة الأبدية للشعب الفلسطيني، وأن محاولات تهويدها باطلة ولا أساس لها ولا تتضمن أي شرعية، ولا تدخل في أي إطار قانوني مهما طال أمده. وحذر عباس من أن الصمت الدولي إزاء "الاعتداءات الإسرائيلية من شأنه أن يعرض المنطقة لدوامة من العنف في حال واصلت الحكومة الإسرائيلية تجاهلها لمرجعيات السلام، خاصة خريطة الطريق". وأكد على ضرورة التحرك العاجل واتخاذ موقف صارم وواضح إزاء التهميش الإسرائيلي للحقوق الفلسطينية وإنقاذ القدس، وعلى أهمية إلزام إسرائيل بالمثول لقوانين ومواثيق الأممالمتحدة، وطالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه القضية الفلسطينية التي هي مفتاح الأمن والاستقرار في المنطقة. وأدان عباس بشدة الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على المقدسيين، والخطط الممنهجة لتصفية مدينة القدس وإخلائها من أي فلسطيني، عبر تضييق الخناق على سكانها الأصليين لإجبارهم على الرحيل.