36 مليون درهم لإنجاز هذه المعلمة تنفيذا لقرار سام بتعميم المجالس العلمية بكافة مناطق المملكة(ح م) أشرف أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أمس الثلاثاء، بتارودانت، على وضع الحجر الأساس لبناء مركب ديني وإداري تابع لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، سيجري إنجازه بغلاف مالي يصل إلى 36 مليون درهم. وقدمت لجلالة الملك، بالمناسبة، شروحات حول هذا المركب، الذي سيجري تشييده على مساحة تناهز 17760 مترا مربعا، والذي يضم جناحا إداريا، يشمل مقر المجلس العلمي المحلي لتارودانت، الذي يتكون من 14 مكتبا إداريا، وقاعة للاجتماعات، ودار للضيافة. ويندرج بناء المقر الجديد، في إطار حرص وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية على تنفيذ القرار الملكي السامي القاضي بتعميم المجالس العلمية على سائر عمالات وأقاليم المملكة. وتسعى الوزارة، في هذا الإطار، إلى بناء مقرات مواتية ومناسبة لهذه المجالس، حتى تضطلع بدورها كمراكز إشعاع ثقافي وديني بالمدن التي توجد بها. ويتضمن المركب الجديد، الذي ستستغرق أشغال بنائه 24 شهرا، مقرا للمندوبية الإقليمية للشؤون الإسلامية، يتكون من ستة عشر مكتبا إداريا وقاعة للاجتماعات، إلى جانب نظارة الأوقاف، التي تتضمن هي أيضا 16 مكتبا إداريا وقاعة للاجتماعات. كما يحوي المركب جناحا للمحاضرات، يتكون من قاعة محاضرات تتسع ل 500 مقعد، وقاعة شرفية، وكذا مكتبة للدراسات والبحوث، يمكنها استقبال ثمانين باحثا. ويشمل المركب أيضا بناء مسجد يتسع ل 1500 مصل، إلى جانب سكنين وظيفيين للقيمين الدينيين ومرافق تجارية (11 دكانا) ومرافق صحية. وتقدر تكلفة بناء هذا الصرح الديني والإداري الجديد وتجهيزه بحوالي 36 مليون درهم، تتوزع ما بين مليونين و500 ألف درهم للدراسات المتعلقة بالمشروع، وثلاثين مليون درهم للأشغال، وثلاثة ملايين وخمسمائة ألف درهم للتجهيز. ومن شأن هذا المركب أن يساهم في تمكين القائمين على الشأن الديني بإقليم تارودانت، خصوصا المجلس العلمي المحلي، من أن يؤدوا رسالتهم على الوجه الأكمل، وييسر لهم تجميع الكفاءات العلمية والدينية التي تزخر بها المدينة والإقليم، واستثمارها على النحو الأمثل في توعية المواطنين وترسيخ الثوابت الدينية والوطنية وخدمة الصالح العام. ويندرج تشييد المركب الجديد في إطار العناية، التي يوليها أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس للثقافة والتراث والفكر والمكتبات، وحرص جلالته على أن تستعيد الأوقاف الدور المنوط بها في ميدان الخزانات العلمية، وإحياء التراث الإسلامي، والعمل على نشر الثقافة الإسلامية على أوسع نطاق، من خلال استعمال الوسائل التقنية الحديثة، واقتناء مختلف المراجع والوثائق الثقافية والعلمية ووضعها رهن إشارة العموم. كما تجسد هذه المعلمة الدينية، التي تندرج في إطار برنامج طموح لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية يتضمن بناء مركبات أخرى بعدد من مدن المملكة، الرعاية الخاصة التي ما فتئ ملوك الدولة العلوية يولونها للشأن الديني بصفة عامة، وإنشاء الخزانات العلمية بصفة خاصة، وإسهامهم في توفير الكتب لها، وجعلها وقفا على طلاب العلم.