اعتبرت المخرجة المغربية، جيهان البحار اختيار فلمها القصير "الفصل الأخير" للمشاركة في المسابقة الرسمية للمهرجان المتوسطي للفيلم في طنجة، بأنها فرصة سانحة أمامها للانفتاح على العالم الخارجي في صنف الفيلم القصير، الذي أضحى يعرف حركية واسعة في العالم.وأشارت البحار في حديث إلى "المغربية" إلى أن المشاركة دائما في أي تظاهرة تجعل الفنان يحس بأنه عمله نجح في مساره الأول والذي غالبا ما يكون لجان الانتقاء التي تعينها إدارات المهرجانات. وعن مستوى الأفلام القصيرة في المغرب، أبرزت المخرجة المغربية، إلى أنه لا يزال يشكل مشكلا لدى غالبية الجمهور باعتباره صنف جديد على الساحة المغربية، كما أن غالبية المخرجين والمنتجين، الذي يعملون على تقديم هذه الأعمال، غالبا ما يكون همهم الوحيد هو إنجاز 3 أعمال للحصول على البطاقة المهنية للمخرج، أو رخصة الإنتاج الممنوحة من قبل المركز السينمائي المغربي، ما يضع الفيلم القصير في دوامة تختتم بضرورة إخراجه إلى الوجود بكافة الطرق. ولم تخف البحار أن الفيلم القصير في المغرب لا يزال يعاني مشكل الإنتاج والتسويق، وهو ما يضعه أمام الأمر الواقع. وعن ولوجوها لعالم الإخراج من خلال هذا العمل أبرزت جيهان البحار، أنها اختارت خوض تجربة جديدة في عالم السينما، بعدما قدمت وساهمت في كتابة سيناريو مجموعة من الأعمال انطلاقها من عملها الأول "شيفت + حدف"، مؤكدة أن الإخراج له مجموعة من المعالم، التي يعمل المخرج على إدراجها في أي عمل، من خلال استغلاله لمجموعة من الأدوات التقنية الخاصة بذلك، منها على الخصوص الصورة والإنارة والصوت، وهي تأثيرات أساسية في أي عمل، وتأخذ صعوبات مختلفة حسب كل عمل، خاصة في الفيلم القصير، الذي تبقى التأثيرات التقنية من بين أبرز جوانب نجاحه. وتدور أحداث فيلم "الفصل الأخير"، حول سيدة مريضة متزوجة أخبرها طبيبها المعالج بأن أيامها في الحياة صارت معدودة ما دفع بها إلى البحث عن زوجة أخرى، لكن القدر يسير عكس ما صرح به الطبيب. وعن اختيارها لهذه القصة أبرزت البحار إلى أنها وليدة الساعة وهذا الموضوع يعيشه المغرب حاليا كما تعيشه مجموعة من الدول، كما أنه قريب من المجتمع ما يعطيه إحساس يؤهله للمتابعة أكثر من قبل الجمهور. ويدخل الفيلم غمار المنافسة على جوائز المهرجان الثلاث، إلى جانب 52 فيلما من مختلف دول حوض البحر الأبيض المتوسط، أمام أنظار لجنة التحكيم التي يرأسها المخرج المغربي فوزي بنسعيدي، إذ أشارت البحار إلى أن اختيارها لتمثيل المغرب في هذا العرس السينمائي المتوسطي يشكل لها جائزة كبرى حققتها في مسارها المهني، خاصة أنها ستحاول من خلال هذا التمثيل إيصال مجموعة من الأفكار والمعلومات. وسبق لجيهان أن قدمت فيلمها القصير المعنون ب"شفت + حذف" الذي قدمت دور بطولته الفنانة حنان الإبراهيمي، والذي توج بتنويه من قبل المهرجان المتوسطي للفيلم القصير في دورته الخامسة. ويحكي حياة كاتبة تقوم استنادا إلى أفكار محددة بابتكار شخصيات أو أحداث في كل مرة تفتقر إلى مواقف. وهو العمل الذي توج قبل سنتين بجائزة أحسن سيناريو ضمن مسابقة الفيلم القصير المنظمة في إطار فعاليات الدورة الثامنة لمهرجان بيروت الدولي في دورته الثامنة. وعن جديد أعمالها الفنية قالت جيهان، إنها بصدد الإنهاء من المراحل التقنية لفيلم قصير جديد أخرجته في ثاني تجربة إخراجية لها، بالإضافة إلى تحضيراها لمجموعة من السيناريوهات لعدد من الأعمال السينمائية والتلفزيونية. وتتميز الدورة السابعة للمهرجان المتوسطي للفيلم القصير، الذي انطلقت فعالياته أمس (الاثنين) في عاصمة البوغاز، مدينة طنجة، بمشاركة العديد من الأسماء الفنية المغربية ومن دول البحر الأبيض المتوسط، كما سيقيم المركز السينمائي المغربي، اللجنة المشرفة على تنظيم المهرجان مجموعة من الورشات واللقاءات الإعلامية للتعريف بمؤهلات الفيلم القصير في المنطقة المتوسطية، فضلا عن عقد سلسلة من اللقاءات التواصلية بين المنتجين والمخرجين والفنانين بهدف تطوير أداء الفيلم القصير في المنطقة المتوسطية.