شهدت جامعة ابن زهر، بأكادير، أول أمس الأربعاء، احتجاجات واسعة من طرف مختلف الفصائل الطلابية، منذ ذيوع خبر استقدام الأستاذ الجامعي، المدعو سعيد بنحيسون، من زنزانة الحراسة النظرية بولاية أمن أكادير، إلى كلية العلوم، لإعادة تمثيل جريمة قتل طالبته، سناء حدي. ودخل طلاب جامعيون في مشادات كلامية مع عناصر من الأمن بالزي المدني، كادت أن تتطور إلى مواجهات، لولا تعزيز الحضور الأمني بجميع منافذ كلية العلوم، قبل أن تصدر الأوامر بإلغاء إعادة تمثيل الجريمة. في سياق متصل، منعت سلطات إنفاذ القانون الأستاذ المتهم من إجراء أي اتصال هاتفي، بعدما تكلفت الشرطة بإبلاغ عائلته بوجوده رهن الاعتقال، كي تنصب له محاميا، وفق ما ينص عليه القانون. ووقف المتهم عاجزا عن تقديم تبريرات لما اقترفت يداه، عندما مثل أمام الوكيل العام لدى استئنافية أكادير، قبل أن يأمر الأخير بإحالته على قاضي التحقيق، الذي أمر بإيداعه سجن إنزكان. وقضى الأستاذ الجامعي المتهم أولى لياليه بسجن إنزكان، مفترشا الأرض، بعدما وضع في قاعة تدعى ب"الغابة الصغيرة" بلغة السجناء، وهي قاعة مخصصة للسجناء "البواجدة"، أي حديثي العهد بالسجن، حسب مصدر من سجن إنزكان. وكشف التفتيش في سوابق الأستاذ المتهم ميوله إلى العدوانية في علاقته بالطلبة وأطر الجامعة، برز قبل حادث خنق طالبته سناء حتى الموت، في واقعة تشابكه بالأيدي مع عميدة سابقة لكلية العلوم، ووصلت تلك القضية إلى القضاء. وذكرت إحدى صديقات الضحية أن "علم المتهم بخطوبة الضحية، من مغربي يدرس في فرنسا، بعد مناقشتها الدكتوراه في أكتوبر الجاري، رفع من عدوانية المتهم، أياما على خنقها حتى الموت". وكانت الفرقة الجنائية الأولى بولاية أمن أكادير عثرت على رسائل قصيرة، مشفوعة بعبارات تحرش وغرام ومعاكسة، كان أرسلها الأستاذ الجامعي، من هاتفه المحمول، إلى طالبته، سناء حدي، أياما قبل مقتلها في كلية العلوم، التابعة لجامعة ابن زهر بأكادير، حسب المصادر الأمنية. واعترف المتهم، وهو محاط بضباط من الشرطة القضائية، وسط غرفة التحقيق، أسفل مقر ولاية أمن أكادير، بتبادل رسائل قصيرة بينه وبين الضحية، قبل مقتلها داخل الحرم الجامعي، خنقا. وحسب المعطيات، كان المتهم، وهو متزوج وأب لطفلين، يحاول دائما الانفراد بالضحية، المتحدرة من الصحراء (كلميم)، بيد أن لامبالاتها باهتمامه بها كان يدخلهما في مشادات كلامية. وأقر المتهم، خلال التحقيق معه، أن الضحية أفقدته صوابه، عشية الجمعة الماضي، عندما اجتمع بها على انفراد، في مكتبه الخاص بكلية العلوم، ما جعله يسدد لها لكمة قوية ومفاجئة، جعلت أنفها ينزف دما، قبل أن تسقط أرضا. وزاد المتهم، معترفا، أنه وجد نفسه، لاشعوريا، يحكم قبضته حول عنق الضحية، إلى أن توقفت أنفاسها، قبل أن يجرها من قفاها إلى غرفة مهجورة قرب مكتبه، ويغلق الأبواب، ويغادر الكلية في اتجاه منزل أسرتها.