كشف لقاء جمع أعضاء مجلس إدارة مركز "الإسعاف الاجتماعي المتنقل للدارالبيضاء"، مساء الجمعة الماضي، برئاسة نزهة الصقلي، وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن، عن عزم الوزارة فتح 16 مركزا ل"الإسعاف الاجتماعي المتنقل".موزعة على كبريات المدن المغربية، لتعزيز الخدمات المقدمة للأشخاص في وضعية صعبة في المجالات الحضرية. كما أعلن فتح مركز خاص بالنساء في 10 أكتوبر المقبل، لتغطية الخصاص في هذا المجال. ومكن اللقاء من التعرف على حصيلة عمل مركز "الإسعاف الاجتماعي المتنقل للدار البيضاء"، بين فاتح يناير ونهاية يونيو الماضيين، إذ بلغ عدد المستفيدين من خدماته الطبية والاجتماعية ألفا و28 شخصا، 876 من الذكور، و152 من الإناث، بزيادة وصفت بالكبيرة، مقارنة بما كان عليه الأمر سنة 2006، موعد انطلاق المركز، إذ كان عدد المستفيدين لا يتعدى 451، بينما بلغ عددهم طيلة الثلاث سنوات الماضية قرابة 5 آلاف شخص، أبرزهم من أطفال الشوارع، والنساء العازبات، والأشخاص دون مأوى. واستفاد 52 شخصا من علاجات طبية في الشارع، وتمتع 385 شخصا بتدابير تتبع حالتهم في الشارع، في حين، استقبل المركز 708 أشخاص، استفادوا من 1120 فحصا طبيا، بينما تلقى 517 شخصا الاستشارة الاجتماعية. وبلغ عدد ليالي المبيت في مركز "الإسعاف الاجتماعي المتنقل للدارالبيضاء" 4040 ليلة، مقابل 5610 سنة 2008، بسبب تطبيق عملية إدماج وتوجيه المستفيدين نحو أسرهم، أو نحو مؤسسات وجمعيات قادرة على تقديم الخدمات الخاصة التي يحتاجونها، بينما وصل عدد العلاجات المقدمة داخل مركز الإيواء 420 خدمة علاجية. وقالت نزهة الصقلي، وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن، إن الوزارة عازمة على فتح مراكز مماثلة في مناطق حضرية أخرى، للعمل على محاربة العديد من الظواهر الاجتماعية، أضحت تفرض ذاتها على كبريات المدن، خاصة الدارالبيضاء، مبينة أن "تأسيس مركز الإسعافات الاجتماعية المتنقلة للدارالبيضاء ينبني على فكرة جديدة، ترمي إلى إسعاف مجموعة من الأشخاص في وضعية صعبة، ضمنهم أطفال الشوارع، ونساء في وضعية صعبة، وأشخاص مسنون متخلى عنهم". وذكرت الصقلي أن المركز أسس على فلسفة مبنية على مقاربة المعادلة بين الاجتماعي والطبي، ليكون حلقة وصل مع مؤسسات الإدماج الاجتماعي، وتوجيه المستفيدين صوب المستشفايات والجمعيات الشريكة، أو السلطات والمؤسسات المعنية، لتقديم مختلف المساعدات التي يحتاجها المعنيون بها. ومن خصوصيات المركز أنه يعمل على مدار الأسبوع، ولمدة 24 ساعة على 24 ساعة، وينفذ خرجات ميدانية للاقتراب من الأشخاص في وضعية صعبة بالشوارع، كما يستقبل أشخاصا يعوزهم المأوى، أو في حاجة إلى أكل وشرب، وأخذ حمام نظافة، وتغيير ملابسهم الرثة. واستشف من اللقاء أن ضعف الموارد البشرية يعقد تنفيذ مهمة المركز، علما أن عدد المساعدات الاجتماعيات في المركز لا يزيد عن اثنتين. ويدخل عمل مركز "الإسعاف الاجتماعي المتنقل للدارالبيضاء" ضمن الخدمات العمومية، التي تهدف إلى النهوض بأوضاع السكان في وضعية صعبة، سيما داخل المجال الحضري، في إطار مخطط حكومي، يهدف إلى وضع شبكة من خدمات القرب الاجتماعية، لتغطية الخصاص الحاصل في عدد المؤسسات الاجتماعية، التي تقدم خدمة الاستماع، والتتبع، والإسعاف الاجتماعي والطبي. ويعتبر هذا النوع من المراكز الاجتماعية نموذجا للخدمات المقدمة لمساعدة الأشخاص في وضعية صعبة وعلاجهم، من خلال استفادتهم من حصص الاستماع، والنصح والتوجيه والمساندة، بما ينسجم مع احتياجات الإنسان ومشاكله في المناطق الحضرية، كما تكون هذه المراكز وسيلة لوضع خريطة للنقط الاجتماعية السوداء، لتحديد المشاكل ومسببات الهشاشة الاجتماعية في المدن.