يجذب خليج الداخلة، الغني بعدة مواقع ملائمة لممارسة مختلف أنواع التزحلق على مياه البحر، مزيدا من هواة الرياضات البحرية، الذين يتوافدون عليه لممارسة هوايتهم المفضلة والاستجمام بسواحل خليج الداخلة في هذه الفترة من السنة التي تشهد ارتفاعا في درجات الحرارة. وتتوفر الداخلة، التي تتميز بموقعها الجغرافي كشبه جزيرة بعمق داخل الأطلسي بنحو 40 كلم، وبكون شواطئها تهب عليها رياح بصورة شبه دائمة، على كافة المقومات التي تجعل منها اتجاها مفضلا لهواة التزحلق على المياه، المبتدئين منهم والمتمرسين، الباحثين عن المواقع المناسبة لممارسة هذه الرياضة طوال السنة والإحساس بنشوة الإبحار على أمواج المسافات الشاسعة من مياه الأطلسي. وسواء تعلق الأمر بفصل الصيف أو بفصل الشتاء، يستقبل خليج الداخلة عشاق الرياضات البحرية من جميع الآفاق، قادمين من مناطق نائية من أجل التزحلق، واستكشاف موقع استثنائي يمنح لحظات رائعة من الإحساس بالراحة والهدوء في انسجام تام مع البحر. وتمكنت الداخلة، التي غالبا ما يطلق عليها اسم "جوهرة الجنوب"، من اكتساب شهرة عالمية في السنوات الأخيرة في مجال رياضة التزحلق على الماء، وتوافد أبطال عالميين في مختلف أصناف هذه الرياضة في مناسبات عديدة، لإمتاع الجمهور بعروض باهرة يصلون بها إلى عدة أمتار من العلو. وشجع العديد من وفود الرياضيين من مختلف البلدان شباب المنطقة على ممارسة هذه الرياضة على الألواح، حتى أصبحت رياضة مفضلة للبعض، وهواية محببة لدى البعض الآخر، وفي الوقت نفسه غدت هذه الرياضة وسيلة مهمة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياحية بالجهة. وفي هذا الإطار، شجع الاهتمام بهذه الرياضة على نمو متاجر لبيع التجهيزات الأساسية لممارستها، ومحلات لإصلاح الوسائل المستخدمة في هذه الرياضة، ومدارس ومخيمات لتعلم طرق مزاولتها. وتشكل بحرية الداخلة التي تقع في شمال خليج وادي الذهب، في أسفل نتوءات ذات ارتفاعات مختلفة تحيط به، الموقع الأكثر ملاءمة للمبتدئين، بشاطئ كبير يسهل ولوجه، وأمواج متوسطة الارتفاع، مما يوفر ظروفا آمنة للملاحة، فضلا عن مساحات ملائمة لعدة رياضات برية كركوب الدراجات رباعية الدفع والجولات على الأقدام. ويفد أشخاص من مختلف البلدان ومن أعمار مختلفة إلى هذا المكان لممارسة رياضة التزحلق وركوب الزوارق الشراعية. وتعرف هذه البحيرة التي تتميز كذلك بثروتها السمكية الغنية، ممارسة الصيد ورياضة الغوص، التي تمكن ممارسيها من استكشاف أنواع غريبة ومختلفة من الأسماك التي تزخر بها المنطقة والحياة تحت مياه البحر في هذا الخليج . ومن جهتهم ، يفضل المتمرسون موقعي فم البوير وتاورتا، ومواقع أخرى على هذه البحيرة، جلها في جنوب الخليج على شاطى المحيط الأطلسي، الذي يتميز بقوة أمواجه الملائمة للملاحة وهبوب الرياح القوية، وفوق أمواج مرتفعة، وهي عوامل غير صالحة للمبتدئين الذين لم يراكموا خبرة في المجال. وأمام الإقبال الكبير على هذا النوع الترفيهي، والأعداد المتزايدة لشباب المدينة الذين يقدمون عليه، يقترح البعض تنظيم مسابقات لتشجيع تطوير رياضات التزحلق في المنطقة وممارسة الرياضات المائية. وجعلت هذه الأجواء من الداخلة مدينة لقضاء الإجازات، وقطبا يجلب العديد من المصطافين وممارسي رياضة التزحلق، والسياح الباحثين عن الهدوء والطقس البارد، والذين يجدون في هذه المنطقة الطبيعة الخلابة ومتعة البحر اللتين يبحثان عنهما. وستعرف مدينة الداخلة في إطار برنامج التنمية الحضرية بها، ميلاد مركز وطني للرياضات المائية، وهو إنجاز سيشكل عامل جلب إضافي بالنسبة للمدينة من شأنه العمل على تثمين مؤهلاتها السياحية.(و م ع)