فقدت الأسرة الفنية المغربية، أول أمس الأحد، ورقة جديدة من شجرة أغنيتها الوطنية، في شخص عبد السلام الخشان، موزع أغنية "نداء الحسن"، وهي واحدة من أبرز الأعمال الوطنية، التي رافقت المسيرة الخضراء المظفرة، التي أبدعها جلالة الملك الراحل، الحسن الثاني، سنة 1975. الراحل عبد السلام الخشان وتوفي الموسيقار عبد السلام الخشان، رئيس الجوق الملكي سابقا، أول أمس الأحد، وهو واحد من الرموز الكبار، الذي كان له الفضل، رفقة جيل من الرواد، في وضع اللبنات الأولى للأغنية المغربية، العاطفية، والوطنية والدينية، التي أرخت لمختلف المراحل التي شهدها المغرب. وبمجرد علمه بخبر وفاته، بعث جلالة الملك محمد السادس ببرقية تعزية إلى أسرة الراحل، أعرب خلالها جلالته لعائلته الفنية الكبيرة، عن أحر تعازيه، وصادق مواساته في "فقدان أحد رواد الموسيقى بالمغرب، المشهود له بالتألق والإبداع"، مضيفا جلالته أن الموسيقار الخشان "أغنى التراث الموسيقي الوطني بروائعه الفنية الخالدة، ما جعله يحظى بإعجاب وتقدير عشاق الفن الأصيل، وطنيا ودوليا". وجاء في برقية جلالة الملك: "لقد بلغنا بعميق الأسى، النبأ المحزن لوفاة المشمول بعفو الله ورضاه، الفنان عبد السلام الخشان، رئيس الجوق الملكي سابقا، أحسن الله قبوله إلى جواره". وبهذه المناسبة المحزنة، أعرب جلالة الملك لأسرة الفقيد، ومن خلالها لعائلته الفنية الكبيرة، عن "أحر تعازينا وصادق مواساتنا في فقدان أحد رواد الموسيقى بالمغرب، المشهود له بالتألق والإبداع، والذي أغنى التراث الموسيقي الوطني بروائعه الفنية الخالدة، مما جعله يحظى بإعجاب وتقدير عشاق الفن الأصيل، وطنيا ودوليا". وأضاف جلالة الملك: "وإذ نستحضر بكل تأثر ما كان يتحلى به الراحل من خصال إنسانية نبيلة وخلق رفيع، فإننا نسأل الله تعالى أن يلهمكم جميل الصبر وحسن العزاء، مشاطرين إياكم أحزانكم في رحيل فقيدكم العزيز ومؤكدين لكم موصول رعايتنا المولوية". كما تضرع جلالة الملك إلى الباري عز وجل أن "يجزي الفقيد الكبير خير الجزاء، عما أسداه لوطنه من عطاء فني راق، ويتقبله في فسيح جنانه ويحشره مع الصالحين من عباده. (وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون)، صدق الله العظيم". ورأى الموسيقار الراحل النور في عاصمة البوغاز، طنجة، وبها تلقى تعليمه الأساسي، قبل أن يلتحق بمدرسة موسيقى الحرس الشريفي بتطوان، سنة 1937، ثم بجوق تطوان في السنة نفسها. وبرز اسمه كفنان في سن مبكرة، بفضل موهبته، التي مكنته من الحصول، سنة 1955، على صفة موسيقي محترف باعتراف دولي، ما أهله، في تلك الفترة، لتنظيم حفلات موسيقية، فردية وجماعية. وقادته موهبته الموسيقية إلى الجوق السيمفوني، التابع للحرس الملكي، الذي كان يرأسه عبد القادر الرتبي، قبل أن يبدأ، في 1960، بكتابة الموسيقى الأندلسية، التي كان متشبعا بها، إلى جانب الموسيقى الكلاسيكية، والجاز، وأنواع موسيقية غربية أخرى. وفتحت خزانته الفنية ذراعيها لترحب بالعديد من الجوائز والاعترافات في المجال الموسيقي، من أبرزها جائزتان في الكلارينيت، والإعداد الهارموني، كما عمل على تلقين مبادئ الأغنية لفائدة الشباب، عبر شغله منصب أستاذ في معهد الموسيقى بالرباط لسنوات عدة، حيث تتلمذ عل يديه العديد من الفنانين المغاربة. وتزامنت وفاته مع تخليد المغاربة لذكرى ثورة الملك والشعب (20 غشت)، وهي المناسبة التي قادته، رفقة مجموعة من الفنانين المغاربة سنة 1973، إلى إبداع ملحمة "ثورة الملك والشعب"، وهو أول عمل له، بعد شغله منصب رئيس الجوق الملكي سنة 1973. ومثل الراحل عبد السلام الخشان المغرب في أكثر من 50 مشاركة في ملتقيات ومهرجانات دولية، إضافة إلى مئات الحفلات في المغرب، كما ترك للخزانة الفنية المغربية ما يقرب ألفي أغنية. ووضع أصدقاء الراحل آخر حبات التراب على مثواه الأخير، مساء أول أمس الأحد، بعد صلاة العصر، في مقبرة الشهداء بالرباط.