أعلنت منظمة إغاثية فرنسية الإفراج عن ستة من موظفيها اختطفوا في وسط الصومال في نوفمبر الماضي، تزامناً مع أنباء تتحدث عن مقتل ستة أجانب في "بلاد بنط" التي تتمتع بحكم شبه ذاتي في الصومال. وبموازاة ذلك، حذرت الأممالمتحدة من تفاقم الأزمة الإنسانية التي تعيشها الصومال بفعل تصاعد القتال بين القوات الحكومة والمليشيات المسلحة. أعلنت المنظمة الإغاثية إطلاق أربعة من العاملين بالإضافة إلى طيارين، بعد قضاء تسعة أشهر في الأسر. وكانت المجموعة ضمن قافلة في طريقها إلى كينيا عندما تعرضت لهجوم مسلح في بلدة "دوساه مارب" بوسط الصومال في نوفمبر الماضي. وفي يوليوز الفائت، تعرض ثلاثة آخرون من موظفي المنظمة للاختطاف في بلدة حدودية شمال شرقي كينيا، وعبر بهم الخاطفون إلى داخل الأراضي الصومالية. ولم يتضح حتى اللحظة مصير هذه المجموعة. ورغم توقف العديد من المنظمات الإنسانية عن العمل في الصومال جراء الوضع الأمني المتردي وتهديدات الاختطاف والهجمات، إلا أن المنظمة الفرنسية تابعت مهامها الإغاثية هناك حيث توظف 164 عاملاً، منذ بدء نشاطها في 1992 بتلك الدولة الأفريقية التي يطحنها عنف دموي منذ سقوط حكومة سياد بري في 1991. وفي سياق متصل، أفاد مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن الأزمة الإنسانية التي يعيشها الصومال ازدادت حدتها بفعل زيادة كثافة القتال في ما بين القوات الحكومية والجماعات المسلحة، وزيادة الجفاف، والأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد، ما جعل قرابة نصف السكان، أو أكثر من ثلاثة ملايين شخص يعتمدون على المساعدات الإنسانية. وقالت أليزابيث بيريز، الناطقة باسم المكتب إنه اعتباراً من شهر ماي من العام الحالي، فر 200 ألف شخص من القتال وأعمال العنف وانعدام الأمن في العاصمة مقديشيو، كما سقط أكثر من مليون صومالي نازح في براثن الجفاف. وأضافت بيرز "يعاني الصومال جفافا شديدا. فلم تشهد البلاد موسم أمطار جيد لأكثر من أربعة أعوام، ويعاني طفل من كل ستة أطفال دون سن الخامسة سوء التغذية، والوضع فعلا مثير للقلق الشديد". وأردفت "و الشيء نفسه بالنسبة لمشاكل انعدام الأمن وقلة فرص وصول المساعدات الإنسانية، وأشير أيضا إلى أننا نطالب المانحين بدعم أكبر". وأشار مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إلى أنه قد حصل على 52 في المائة فقط من قيمة النداء الذي كان قد أطلقه لصالح العمليات الإنسانية في الصومال، والذي يقدر 849 مليون مليون دولار. ويشهد الصومال وضعا إنسانياً صعباً منذ انهيار آخر حكومة مركزية قبل عقدين من الزمن حيث غرقت البلاد في فوضى عارمة أتت على كافة المناحي الحياتية. وتحذر المنظمات الإنسانية من وقع كارثة إنسانية بسبب الجفاف وعدم وجود مؤسسات تخفف من وطأة المأساة التي نتجت عن الحروب المتواصلة وشح الأمطار.