قال محمد دردوري، الوالي المنسق الوطني للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، إن المرحلة الثالثة من المبادرة التي أعطى صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله وأيده، انطلاقتها بتاريخ 19 شتنبر 2018، تعد مرحلة التحول، وتهدف إلى تكريس المكتسبات والاستثمار في تنمية الرأسمال البشري. وأوضح محمد دردوري، في حوار مع «الصحراء المغربية»، بمناسبة الاحتفال، غدا الأربعاء، بالذكرى 17 لإطلاق هذا الورش الملكي، (أوضح) أن المبادرة عملت خلال السنين الأخيرة جاهدة على تدارك الخصاص المسجل على مستوى البنيات التحتية الأساسية، وتمكين الفئات المعوزة من ظروف العيش الكريم، وفقا للتعليمات الملكية السامية لصاحب الجلالة نصره الله وأيده. واعتبر أن الإدماج الاقتصادي للشباب يعد مسألة متعددة الأبعاد، مشيرا إلى افتتاح أزيد من 99 منصة للشباب بجل أقاليم وعمالات المملكة، يمر خلالها الشاب (ة) عبر ثلاث مراحل: الإنصات، التوجيه، المواكبة. كما أكد أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية تهدف من خلال تدخلاتها في هذا البرنامج، إلى تقديم المساعدة للشباب من أجل فتح آفاق جديدة لفائدتهم.
ماهي المراحل التي مرت منها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية منذ إطلاقها من طرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده؟ كما هو معلوم، فإن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ورش ملكي طموح يسعى منذ إطلاقه من طرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده في 18ماي 2005، إلى مواكبة التنمية. عملت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية خلال السنين الأخيرة جاهدة على تدارك الخصاص المسجل على مستوى البنيات التحتية الأساسية، وكذا على تمكين الفئات المعوزة من ظروف العيش الكريم، وفقا للتعليمات الملكية السامية لصاحب الجلالة نصره الله وأيده. ومكنت البرامج المحدثة خلال المرحلتين الأولى والثانية من إنجاز000. 44 مشروع، استفاد منها أكثر من 10 ملايين شخص. ساهمت المرحلة الأولى من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في تدارك الخصاص في البنيات التحتية، وكذا على مستوى الخدمات الأساسية. كما عملت المبادرة الوطنية على تحقيق هدف آخر أساسي، يتمثل في مواكبة الفئات المعوزة، من خلال تقديم الدعم والمساعدة للأشخاص المسنين، والأشخاص في وضعية هشاشة، والأشخاص في وضعية إعاقة، وكذا المساهمة في إعادة الإدماج الاقتصادي للفئات في وضعية هشاشة.
هل لكم أن تقربونا من حصيلة الثلاث سنوات الأولى من تنزيل المرحلة الثالثة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وهل حققت أهدافها المسطرة؟ أعطى صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله وأيده، انطلاقة المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بتاريخ 19 شتنبر 2018، والتي تعد مرحلة التحول. وتهدف هذه المرحلة إلى تكريس المكتسبات والاستثمار في تنمية الرأسمال البشري. وتتمحور المرحلة الثالثة حول أربعة برامج أساسية، منها برنامجان مخصصان لتكريس مكتسبات المرحلتين السابقتين، وبرنامجان آخران يهدفان إلى الدفع بالرأسمال البشري للأجيال الصاعدة والإدماج الاقتصادي للشباب. تتيح هذه المرحلة، أيضا، لكافة الفرقاء الناشطين في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، الفرصة من أجل العمل على تكريس المكتسبات، وبالتالي إنضاج التدخلات المندرجة في إطارها.
كيف كانت حصيلة الثلاث سنوات الأولى من تنزيل المرحلة الثالثة؟ على مستوى البرنامج الرابع، جرى بخصوص صحة الأم والطفل، إنجاز 825 مشروعا (دار الأمومة، التجهيزات...)، وإحداث منظومة للصحة الجماعاتية، في حين بلغ عدد المستفيدين من البرنامج أزيد من 000 500 مستفيد. أما المساهمة في تعميم التعليم الأولي بالوسط القروي، فشهدت فتح 6160 وحدة للتعليم الأولي، استفاد منها000 130 طفل، بينما عرف محور النجاح المدرسي إنجاز 2078 مشروعا، شملت الدعم المدرسي، ودار الطالب (ة). من جهة أخرى، تميز البرنامج الثالث بمقاربة جديدة لإدماج الشباب من خلال الإنصات والتوجيه والمواكبة، وإحداث منصات الشباب بجل أقاليم وعمالات المملكة (أكثر من 99 منصة وملحقاتها). وبلغة الأرقام، استفاد أزيد من 000 100 مستفيد من البرنامج المتعلق بالإنصات والتوجيه، في حين سجل برنامج قابلية التشغيل إدماج أكثر من 2200 شاب، واستفادة 11000 آخر من دورات تكوينية. وفي الشق المرتبط بالمقاولة تمت مواكبة أكثر من 20000 شاب وشابة، وفي الاقتصاد الاجتماعي والتضامني تم إنشاء 809 تعاونيات و867 مقاولة صغيرة جدا. وعلى مستوى الهيكلة والحكامة، جرى إرساء هيكلة جديدة وتكريس التجذر الترابي للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، عبر انخراط16000 عضو بهيئات الحكامة (منتخبين، مجتمع مدني...)، وتكوين النشطاء المحليين، وتقوية عمليات التتبع والتدقيق، إضافة إلى تعزيز الالتقائية مع المتدخلين العموميين الآخرين، حيث أشادت لجنة القيادة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية بالدور المركزي الذي تضطلع به المبادرة.
ما هو الدور الذي تضطلع به المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بالمناطق القروية والجبلية؟ تستهدف جل تدخلات المبادرة الوطنية للتنمية البشرية المناطق القروية والجبلية. وتوجد المبادرة الوطنية على مستوى المجال بالقرب من السكان، حيث تضطلع برصد المتطلبات الحقيقية للسكان بالوسط القروي بفضل الفرق التابعة للجنة المحلية للتنمية البشرية. وفي هذا السياق، جرى على مستوى صحة الأم والطفل، إرساء منظومة للصحة الجماعاتية، خاصة بالمناطق القروية والجبلية، وإحداث شبكة واسعة لدور الأمومة، بهدف الاستجابة لمتطلبات النساء، خاصة اللواتي يقطن بالمناطق البعيدة، وتجهيز المراكز القروية بالمعدات البيو-طبية. وبخصوص التعليم الأولي، شهت مرحلة ما قبل إطلاق المرحلة الثالثة، تمدرس طفل واحد من أصل ثلاثة أطفال متمدرسين بالتعليم الأولي بالوسط القروي، ليمر حاليا هذا المعدل إلى طفلين من أصل ثلاثة. كما تعمل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على تنمية سلاسل القيم وتقوية القدرات في إطار الادماج الاقتصادي.
كيف تساهم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في إدماج الشباب؟ يعد الإدماج الاقتصادي للشباب مسألة متعددة الأبعاد. في البداية، ينبغي الإنصات إلى الشاب (ة) قصد التعرف الدقيق على مؤهلاته (ها) وتطلعاته (ها). خلافا للبرامج الأخرى التي تعنى بالتنمية البشرية، فإن إدماج الشباب يقتضي معالجة كل حالة -شاب(ة)- على حدة، وهذا هو أساس المقاربة المتعمدة في المرحلة الثالثة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية. لقد جرى افتتاح أزيد من 99 منصة للشباب بجل أقاليم وعمالات المملكة، حيث يمر الشاب (ة) عبر ثلاث مراحل: الإنصات، التوجيه، المواكبة. ويتم استقبال الشاب (ة) من طرف خبراء يخصصون له (ها) حصص للإنصات من أجل فهم جيد لمتطلباته (ها). بعد ذلك، يتم تأطير الشاب (ة) من طرف فرق للتوجيه، بهدف مساعدته (ها) على اختيار أحسن مسار للمواكبة (قابلية التشغيل أو ريادة الأعمال). وبالنسبة للشباب الباحث عن العمل، فإن خبراء منصات الشباب يواكبونهم من خلال إجراء دورات تكوينية، والاعداد للقاءات التوظيف، وكذا المساعدة على إيجاد فرص للشغل. أما بالنسبة للشباب حاملي أفكار المشاريع، فإن هؤلاء الخبراء يقدمون لهم المساعدة لدراسة مشاريعهم وتمويلها وتقوية قدراتهم التدبيرية، تجدر الإشارة إلى أن المواكبة تستمر كذلك بعد إطلاق المشروع. وتهدف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية من خلال تدخلاتها في هذا البرنامج، إلى تقديم المساعدة للشباب من أجل فتح آفاق جديدة لفائدتهم.