احتفلت الطائفة اليهودية المغربية بالصويرة، السبت، خلال حفل تميز بأجواء من الود والتآخي، بعيد ميمونة، رمز التعايش بين اليهود والمسلمين بالمملكة. وجرى هذا الحفل، الذي أقيم تحت شعار التقاسم والعيش المشترك، التي تتميز بها مدينة الرياح، ونظمته جمعية ميمونة، واتحاد السفارديم الأمريكي، وجمعية الصويرة - موكادور، والزاوية القادرية بالصويرة، بدعم من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، في أجواء احتفالية ودافئة، التأم خلالها اليهود والمسلمون داخل فضاء بيت الذاكرة. ويأتي الحفل ليؤكد مرة أخرى التلاحم اليهودي - الإسلامي القوي في هذه المدينة العريقة، ملتقى الحضارات بامتياز، وواحة المثل العالمية والتعايش بين مختلف الديانات التوحيدية، إضافة إلى تشبث الطائفة اليهودية بالصويرة بالتقاليد التي تميز المجتمع المغربي. وشكلت الأمسية التي سلطت الضوء على التعايش الأخوي القائم بين مختلف الديانات منذ قرون بالمملكة، وعلاقة الانسجام التي حافظ عليها الطرفان، مناسبة للاحتفال بالثقافة اليهودية - المغربية على إيقاعات الموسيقى والأغاني التي أدتها فرق تتألف من موسيقيين يهود ومسلمين. وقال ريشارد أوحيون، منسق تنظيم هذه الأمسية وعيد الفصح، إن هذا الحفل الذي نظم بالفضاء الرمزي لبيت الذاكرة، الذي يحكي ذاكرة وتاريخ مدينة الصويرة في كل تعدديتها، يأتي إيذانا بانتهاء الاحتفال بعيد الفصح. وأوضح في تصريح لقناة (إم 24) التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه الأمسية شكلت، أيضا، مناسبة لليهود والمسلمين بالصويرة، من أجل تقاسم أطباق ولحظات تآخ في أجواء احتفالية، مشيرا إلى أن هذا العيد اليهودي المغربي الصرف، والحامل لقيم الإيمان، يعكس بشكل صريح أن التسامح وتقريب الشعوب والعيش المشترك ممكن. وأكد أن "هذا الحفل نظم لإظهار ذلك. أن تكون يهوديا، أو مسلما أو مسيحيا، بالمغرب نحن هنا لنضرب المثل للعالم بأسره بأن الأخوة والتسامح موجودان بين الشعوب والطوائف وأننا نعيش بالفعل سويا". وأبرز الكاتب العام لجمعية ميمونة، عبد الله نينو، في السياق ذاته، الدلالة الكبيرة لهذا الحفل الذي يأتي بعد 8 أيام من الاحتفال بعيد الفصح، موضحا أن هذه المبادرة تندرج في إطار انشطة الجمعية الرامية أساسا إلى الحفاظ على تعددية التراث والهوية اليهودية - المغربية. وتابع أنه من خلال هذا النوع من الأنشطة، "نعمل جميعا من أجل الحفاظ وإعادة إحياء هذا التراث المهم" والاحتفال بعيد ما يزال حيا منذ سنوات 1950 و1960 بالمغرب. من جانبه، أكد هشام دينار، مقدم الزاوية القادرية بالصويرة، أن هذا النشاط يعكس روح القيم الكونية للتسامح والتعايش بين مختلف مكونات المجتمع المغربي والديانات التوحيدية. من جانبها، رحبت يهودية مغربية مقيمة بالدار البيضاء بهذه المبادرة الجديرة بالثناء، معربة عن غامر سعادتها للمشاركة في هذا "اليوم العظيم" بالصويرة، والذي جمع اليهود والمسلمين للاحتفال برمضان وبعيد ميمونة. وفضلا عن هذه الأمسية، تضمن الاحتفال بهذا العيد أيضا زيارة إلى المواقع اليهودية في المدينة العتيقة (كنيس حاييم بينتو، وكنيس صلاة لكحل، والمقبرة اليهودية)، بالإضافة إلى إفطار جماعي بالزاوية القادرية، ومشاركة بعض أطباق عيد ميمونة.