كشفت تدخلات "خلية المدينة القديمة" التي تم إحداثها بالوكالة الحضرية لمراكش، للمحافظة على المدينة العتيقة للمدينة وصيانة موروثها الثقافي والتاريخي، المادي واللامادي، عن تنظيم زيارات ميدانية لمختلف دروب المدينة العتيقة لمراكش، بغية الوقوف على وضعية الفنادق القديمة وطبيعة الأنشطة المزاولة بها بهدف ترميمها وتحسين ظروف اشتغال الحرفيين. كما قامت "خلية المدينة القديمة"، التي عهد إليها تتبع الدراسات المتعلقة بالمشاريع التنموية الكبرى بالمدينة العتيقة لمراكش والمساهمة في إعداد وثائق مرجعية للمحافظة على الموروث التاريخي والحضاري، بجرد34 سقاية لتتمينها وصيانة ذاكرتها التاريخية ضمنها 3 سقايات مصنفة ضمن لائحة المواقع والمآثر التاريخية على المستوى الوطني و16 سقاية ذات طابع تقليدي وقيمة معمارية أصيلة. ومنذ إحداثها، شرعت "خلية المدينة القديمة" في إعداد ميثاق الهندسة المعمارية للمدينة العتيقة لمراكش، من أجل الحفاظ على الخصوصيات المعمارية والعمرانية الأصلية للمدينة العتيقة وتتمين العناصر الهندسية المحلية، والذي يشكل دليلا مرجعيا وتوجيهيا لجميع المتدخلين والفاعلين، قصد أخده بعين الاعتبار أثناء انجاز التصاميم المعمارية للبنايات بالمدينة القديمة وكذا خلال القيام بعمليات التهيئة والترميم. من جهة أخرى، عملت "خلية المدينة القديمة" وفق رؤية شمولية على إعداد مشروع تصميم التهيئة وإنقاذ المدينة العتيقة لمراكش، الذي يشمل مقاطعة مراكشالمدينة وجماعة المشور القصبة داخل الأسوار، وهو مشروع يرمي إلى المحافظة على هذا التراث التاريخي العريق وصيانة الذاكرة المراكشية وتتمين الموروث اللامادي والثقافي والحضاري الأصيل، في احترام تام للمعايير الدولية للمحافظة على الأنسجة العتيقة المصنفة، باعتماد مقتضيات تعميرية محينة ومرنة وقادرة على تشجيع الاستثمار وتحسين مناخ الأعمال، وتأطير أفضل للتدخلات العمرانية والمعمارية. وبالنظر إلى حركة التنقل المتزايدة بالمدينة العتيقة لمراكش والتي تعاني عددا من الاكراهات على مستوى حركية السير والجولان والتنقل وكذا التشوير، والعدد الكبير للزوار والسياح والإقبال المتزايد الذي تعرفه ساحة جامع الفنا، عملت "خلية المدينة القديمة"، بإعداد دراسة لتنظيم حركة السير والجولان بالمدينة، تروم وضع رؤية إستراتيجية وفق مقاربة استباقية لمعالجة اكراهات حركية السير والتنقل بالنسيج العتيق لمراكش، وتوفير عدد من المواقف الخاصة بالسيارات والدراجات لسد الحاجيات المستقبلية التي ستعرفها المدينة العتيقة، وتنمية الحركة الاقتصادية والسياحية والنهوض بمستوى عيش الساكنة داخل المدينة العتيقة لمراكش. وفي هدا الإطار، أكد كريم قسي لحلو خلال الاجتماع الأخير للمجلس الإداري للوكالة الحضرية لمراكش، على أهمية الإجراءات التي تم اتخاذها والدراسات المنجزة، مشير إلى أن المخطط التدبيري للمدينة العتيقة لمراكش سيشكل قيمة مضافة لتثمين المدينة العتيقة واحترام الخصوصيات العمرانية والمعمارية المتميزة لهذه المدينة ذات تصنيف عالمي مزدوج. من جانبه، أوضح سعيد لقمان مدير الوكالة الحضرية لمراكش، أن المدينة العتيقة لمراكش المصنفة منذ سنة 1985 من طرف منظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم"اليونسكو" ضمن لائحة التراث العالمي، حظيت بعدد من البرامج التنموية الكبرى لتعزيز جاذبيتها الاقتصادية والسياحية كوجهة عالمية متميزة. وأضاف لقمان، في هذا الإطار، أن الأمر يتعلق بكل من برنامج "مراكش الحاضرة المتجددة 2014 - 2017" وهو برنامج طموح يعكس إرادة جلالة الملك محمد السادس القوية في ضمان تطور متوازن ومندمج ومستدام للمدينة الحمراء، والذي من شأنه الارتقاء بها إلى مستوى الحواضر العالمية الكبرى، وبرنامج " ترميم وتأهيل المدارات السياحية والروحية 2017-2019" الرامي إلى حماية مختلف معالم الذاكرة الوطنية والنهوض بالرأسمال اللامادي والروحي والثقافي والمعماري لمدينة مراكش، إضافة إلى برنامج "تتمين المدينة العتيقة لمراكش 2018-2022" الذي يهدف الى تتمين المآثر التاريخية وتأهيل مجموعة من الفنادق العتيقة وتأهيل القساريات القديمة وترميم الواجهات.