يشكو 80 في المائة من المغاربة نقصا كبيرا في فيتامين "د" لأسباب مختلفة، من بينها عدم استفادة الجسم من أشعة الشمس، رغم أن المغرب ينعم بأيام مشمسة لمدة طويلة. وتعتبر الفئة العمرية ما بين 60 و70 سنة، الشريحة الأكثر تضررا من نقص هذه المادة الحيوية، بنسبة تصل إلى 4 مرات مقارنة مع باقي الفئات العمرية، ما يعرضهم أكثر لكسر عظم الفخذ، الذي تكون له عواقب وخيمة على الصحة والحياة، وفق ما تحدثت عنه الدكتورة خديجة موسيار، طبيبة اختصاصية في الطب الباطني والأمراض المناعية. ويتعلق الأمر بمادة يعتبر جلد الانسان مصدرها الأساسي، حيث تسلط الشمس أشعتها فيستقبلها الكوليسترول الذي يحولها إلى فيتامين "د" فينقله إلى عضوي الكبد والكليتين، حيث يصبح الفيتامين "د" مادة نشيطة ومفيدة لجسم الإنسان، تقيه من مجموعة من الأمراض الصحية، تفيد موسيار. وللوقاية من الأضرار الصحية لنقص هذه المادة، التي لا يستشعر الإنسان بهبوطها في الدم، ينصح طبيا بإجراء تحليل بيولوجي عن نسب هذه المادة في المختبرات لاتخاذ التدابير الوقائية والصحية الضرورية من قبل الطبيب المعالج، ضمنها الخضوع لعلاج تعويضي. وينضاف إلى ذلك ضرورة التعرض لأشعة الشمس، بشكل يومي، لمدة ربع ساعة، خلالها يمكن تعريض الوجه واليدين إلى المرافق أو السيقان إلى أشعة الشمس، دون إهمال الغذاء المتوازن الذي يزود الجسم بالفيتامين بشكل طبيعي، مثل تناول الأسماك، لا سيما نوع السردين. تشدد اختصاصية الطب الباطني. وأشارت موسيار إلى أن انتشار جائحة كورونا عبر العالم كشفت أهمية هذه المادة، التي تتعدى أن تكون مجرد فيتامين مفيد للجسم، بل تندرج ضمن الهرمونات التي تحفظ صحة الجسد من مجموعة من الأمراض وتقي من حدتها، وضمنها أمراض المناعة الذاتية، كما أنها تدخل في علاج مجموعة من الأمراض لتقوية الجهاز المناعي. في مقابل ذلك، حذرت موسيار من التطبيب الذاتي باستعمال فيتامين "د" دون استشارة طبية، لتفادي الأضرار الجانبية لاستعماله بإفراط، والتي تساهم في تركيز عال للكالسيوم في الكلي أو الإصابة بالقصور الكلوي. وتعد بعض أنواع اللباس، بعض العوامل التي تحول دون وصول أشعة الشمس إلى الجلد، إلى جانب عوامل أخرى تساهم في نقص فيتامين "د" في الجسم، مثل التقدم في السن ولون البشرة، إذ كلما مال اللون نحو اللون الداكن، كلما تراجع مستوى امتصاص واستفادة الجلد من أشعة الشمس. الأمر نفسه بالنسبة إلى بعض الكريمات التي توضع فوق الوجه أو الجسم، والتي قد تحول دون وصول أشعة الشمس إلى الجلد، تبرز موسيار. وتكمن أهمية المحافظة على المستوى العادي لفيتامين "د" في الجسم، في المحافظة على الصحة العامة للجسم، كونه يدخل في صحة العظام والأسنان، كما أن نقصانه عند الأطفال يتسبب لهم في اعوجاجات، لا سيما على مستوى القفص الصدري، كما يتسبب في هشاشة العظام لدى فئة الكبار، وبالتالي التعرض لكسور عظمية، ناهيك عن تسببه في هبوط نسبة الكالسيوم في الدم، ما يؤثر على وظيفة القلب من خلال الزيادة في عدد دقاتها، تضيف الطبيبة نفسها.