تواصل السلطات العمومية تخفيف قيود «كورونا» بإلغاء العمل بالمزيد من التدابير الاحترازية المعتمدة لمكافحة الجائحة، في ظل استقرار الوضع الوبائي، مع الاستمرار في التحلي بالحذر واليقظة لضمان «عبور آمن» إلى مرحلة استعادة الحياة الطبيعية في شكلها السابق لظهور (كوفيد -19)، بعيدا عن أي «مفاجآت وبائية» قد تنسف المكاسب المحققة إلى حدود الآن، والتي وضعت المملكة في مصاف الدول الأكثر نجاحا في تدبير هذه الأزمة الصحية العالمية. وأحدث أوجه هذا التخفيف شهدته طنجة، حيث سمح، بعد أزيد من سنتين من الإغلاق، لهذه الفضاءات (الملاهي الليلية) بإعادة استئناف نشاطها واستقبال روادها، ابتداء من أول أمس الأربعاء، بعد أيام من رجوع جماهير الكرة إلى المدرجات. وبهذا الخصوص، قال البروفيسور سعيد المتوكل، الطبيب المختص في الإنعاش وعضو اللجنة العلمية الخاصة ب»كورونا»، إن ما يجري على الصعيد الوبائي من تطور إيجابي يتمثل في نهاية موجة «أوميكرون» وعدم تسجيل على الصعيد العالمي، ظهور أي متحور جديد، يسمح بتخفيف جميع الإجراءات والعودة للحياة الطبيعية، مشيرا إلى أن هذه الأجواء تدعو إلى تسريع وتيرة العملية. وأضاف البروفيسور المتوكل، في تصريح ل «الصحراء المغربية»، «نجتاز حاليا مرحلة انتقالية يكون الحذر فيها حاضرا، لكن لا يجب أن يمنعنا الخوف من الرجوع إلى ممارسة حياتنا في شكلها السابق». وزاد مفسرا «المتحور أوميكرون انتهى من حيث انعكاساته الصحية، ولم يعد ينتقل بذلك الشكل الذي كان يسجل مع ظهوره ولم يعد يشكل تلك الخطورة التي كانت تستدعي القلق، لذا لا يجب أن نجعل من الخوف عائقا لاستعادة حياتنا الطبيعية». وأمام هذا التخلي المتواصل عن حزمة من القيود، يصبح مشهد إقامة صلاة التراويح بالمساجد في شهر رمضان قريب التحقق، إذ تذهب كل المؤشرات إلى تقوية هذا التوقع. وتذهب تأكيدات مصادر عدة إلى أن هذا الخيار، من بين خيارات أخرى، يجري تدارسها بدقة، بناء على تقييم وزارة الصحة والحماية الاجتماعية والتوصيات الصادرة عن اللجنة العلمية والتقنية وباقي المصالح المساهمة في تدبير الجائحة، مبرزة أن هذه المنهجية الصارمة في التعامل مع تطورات الجائحة تهدف لضمان الخروج بشكل آمن من الموجة الثالثة وطي صفحة الجائحة بعيدا عن أي تقلبات وبائية. وأوضحت المصادر نفسها أن التحسن المستمر في الوضعية الوبائية يجعل من اتخاذ خطوة رفع المزيد من الإجراءات الوقائية مسألة وقت ليس إلا، مبرزة أن ذلك لا يعني التخلي عن جميع الشروط، كارتداء الكمامة في الأماكن المغلقة، مؤكدا على الاحتفاظ ببعض هذه الشروط، وذلك تفاديا لحدوث «مفاجأة» أخرى ل «كوفيد -19»، حتى وإن كانت احتمالات وقوع هذا السيناريو لم تعد قائمة، في ظل ميل الخبراء إلى توقع قرب التخلص نهائيا من الجائحة.