كشف عبد الوفي لفتيت، وزير الداخلية، أن عدد التلاميذ المستفيدين من الحملات التحسيسية بمخاطر التعاطي للمخدرات التي يتم تنظيمها على مستوى المؤسسات التعليمية خلال الموسم الدراسي الحالي، بلغ ما مجموعه 196 ألفا و930 متمدرسا. وأضاف لفتيت، في معرض جوابه عن سؤال كتابي للنائب البرلماني، نور الدين الهروشي، عن الفريق الدستوري الديمقراطي الاجتماعي بمجلس النواب حول "آليات محاربة ظاهرة المخدرات"، أن هذا العدد من التلاميذ المستفيدين، جرى من خلال 3118 زيارة إلى مختلف المؤسسات العمومية والخاصة. وأشار لفتيت، في جوابه، إلى حصيلة مكافحة الجرائم المرتبطة بالمخدرات، خاصة بين صفوف الشباب والقاصرين، مذكرا بأن المصالح الأمنية، تمكنت من معالجة 99 ألفا و761 قضية خلال سنة 2021، مرتبطة ب "حيازة واستهلاك وترويج المخدرات"، كما جرى على إثرها إيقاف 123 ألفا و886 مشتبها بهم. وأبرز الوزير أن المصالح الأمنية تمكنت خلال العام الماضي من حجز ما يقارب 843 طنا من القنب الهندي ومشتقاته، ومليون و615 ألفا و570 وحدة من الأقراص المهلوسة، وثلاثة أطنان من الكوكايين، و6 كيلوغرامات من مخدر الهيروين. واستعرض لفتيت، في جوابه، المحاور الثلاثة، التي ترتكز عليها المعالجة الأمنية للجرائم المرتبطة بالمخدرات انطلاقا من رؤية شمولية، قائلا إنها تتوزع بين "تقليص العرض وتقليص الطلب والتحسيس والتوعية". وبخصوص تقليص العرض، أوضح المسؤول الحكومي أن ذلك يتم عبر "التقليص المستمر للمواد المخدرة كإجراء وقائي من خلال تعزيز دوريات المراقبة على مستوى المناطق الحدودية، وكذا تعزيز المراقبة الطرقية والتي تشكل ركائز منظومة محاربة ترويج المخدرات". وعن المحور الثاني المتعلق ب"تقليص الطلب"، سجل أنه يتم عبر "اتخاذ تدابير وقائية لحماية الشباب والقاصرين من آفة التعاطي للمخدرات عن طريق تشديد المراقبة على الأماكن العمومية بما فيها المقاهي والملاهي التي يرتادها القاصرون ودور اللعب من أجل حمايتهم من استهلاك المخدرات والأقراص المهلوسة وتدخين الشيشة، وكذا التعاطي للمشروبات الكحولية وغيرها من السلوكيات المنحرفة". أما في ما يرتبط بالمحور المتعلق ب"التحسيس والتوعية"، لفت إلى أن ذلك يتم من خلال "التحسيس بمخاطر التعاطي للمخدرات والإدمان عليها وما ينجم عنها من انعكاسات سلبية على الصحة النفسية والعقلية وما يلزمها من انتقال بعض الامراض الفيروسية، بالإضافة إلى الحملات التحسيسية التي يتم تنظيمها على مستوى المؤسسات التعليمية". كما أكد وزير الداخلية على أن مكافحة الجرائم المرتبطة بالمخدرات تندرج ضمن قائمة أولويات المصالح الأمنية بجميع مكوناتها، نظرا لما تشكله من تحديات أمنية ومخاطر إجرامية مرتبطة أساسا بالجريمة المنظمة وبالأخص منها تهريب المخدرات والأقراص المهلوسة. يذكر أن السؤال الكتابي الذي توجه به النائب البرلماني، حول "آليات محاربة ظاهرة المخدرات"، استفسر فيه الوزير عن "الإجراءات التي ستتخذها وزارة الداخلية بهدف تعزيز وتقوية آليات محاربة ظاهرة تفشي المخدرات خاصة في صفوف الشباب والأطفال". وقال البرلماني في سؤاله إنه "رغم المجهودات التي ما فتئت تبذلها مختلف المصالح الأمنية بهدف محاربة تفشي المخدرات بمختلف أصنافها، إلا أنه ما زلنا نسجل انتشار واستشراء هذه الظاهرة بشكل خطير، ومقلق في صفوف الشباب والشابات، علما أن الأمر يتعلق بالمخدرات القوية (الكوكايين، الهيروين، الأقراص المهلوسة…) ذات التأثير الخطير والمدمر للصحة الذهنية والبدنية".