أعلن المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية "أونسا" أن النتائج الأولية للزيارات الميدانية المكثفة التي قامت بها الفرق التابعة للمصالح البيطرية الإقليمية لحوالي 23.000 خلية نحل بمختلف العمالات والأقاليم، خلصت إلى أن اختفاء النحل من المناحل ظاهرة جديدة تشمل بعض المناطق بدرجات متفاوتة. وتندرج هذه الزيارات الميدانية، حسب المكتب، في إطار تتبع الحالة الصحية للمناحل على الصعيد الوطني، مشيرا إلى أنها جاءت أيضا على إثر اكتشاف ظاهرة اختفاء طوائف النحل عند بعض المربين ببعض المناطق. وأوضح مكتب "أونسا" في هذا السياق قيامه على الفور، عبر مصالحه البيطرية الإقليمية، بالتحريات الميدانية بتعاون مع ممثلي الفيدرالية البيمهنية المغربية لتربية النحل، للوقوف على مدى انتشار هذه الظاهرة غير المسبوقة، والعمل على تحديد العوامل المسببة لظهورها. وحسب المكتب، فإن نتائج التحاليل المخبرية التي أجريت على خلايا النحل والحضنة، استبعدت بأن يكون مرضا ما يصيب النحل هو الذي تسبب في حدوث ظاهرة اختفاء النحل في بعض المناطق. كما أكد أن مصالحه تواصل القيام بالتحريات والدراسات الميدانية اللازمة بتنسيق مع مختلف المتدخلين من أجل معرفة الأسباب والعوامل المساعدة لهذه الظاهرة. وأشار إلى أن هذه الظاهرة التي تعرف أيضا "بانهيار خلايا النحل"، لوحظت أيضا بدول أخرى بأوروبا وأمريكا وإفريقيا. ولفت الانتباه إلى أن الأبحاث والدراسات التي تم إجراؤها في هذا الصدد ربطت هذه الظاهرة بوجود أسباب متعددة تتدخل فيها مجموعة من العوامل، خاصة منها المرتبطة بالظروف المناخية كقلة التساقطات المطرية، والبيئية كقلة المراعي، والظروف المتعلقة بالحالة الصحية للمناحل والطرق الوقائية المتبعة. من جهته، قال الحسن بنبل، رئيس النقابة الوطنية لمحترفي تربية النحل بالمغرب، إنهم اشتغلوا في النقابة على هذه الظاهرة منذ أن رصدوا أول ظهور لها بتاريخ 24 ماي المنصرم بمنطقة بزو وفم الجمعة بإقليم أزيلال، وتطرقوا لها من خلال بلاغاتهم المنشورة على صفحتهم الرسمية، والتي جاءت على مراحل ابتداء من أول تشخيص لها بتاريخ 23 دجنبر المنصرم. وأضاف بنبل، في تصريح ل"الصحراء المغربية، أنهم أطلقوا في النقابة حملة تعبئة النحالين على الصعيد الوطني لمحاربة هذه الظاهرة والحد من انتشارها، من خلال اتخاذ عدة إجراءات، من بين أهمها العمل على تعقيم أدوات فحص خلايا النحل قبل وبعد استعمالها، والإبقاء على خلايا النحل المصابة في أماكنها إلى حين معالجتها والتأكد من زوال الحالة المرضية. ومن ضمن الإجراءات، أيضا، تحدث بنبل عن "إبعاد الخلايا الفارغة المصابة بالمرض حتى لا يرعى عليها نحل آخر فينتقل المرض إلى خلايا مجاورة ومن ثم إلى مناحل أخرى، إلى جانب العمل على التخلص من الإطارات الحاملة للحضنة المصابة بشكل يضمن القضاء على الفيروس مسبب الظاهرة". كما دعا رئيس النقابة الوطنية لمحترفي تربية النحل بالمغرب إلى عدم اللجوء إلى الاستعمال العشوائي للأدوية، خاصة المضادات الحيوية، وتجنب استعمال أي دواء عموما إلا عند الضرورة القصوى، وبعد استشارة الطبيب البيطري المختص واتباع تعليماته.