تؤكد المملكة المغربية دائما أن الوفاء هو الأصل، وتعبر بالقول والفعل عن اعتزازها بانتمائها العربي. ورغم أن المملكة المغربية توجد في أقصى منطقة في عالمنا العربي، فإن ارتباطها بهذا العالم لا يتأثر لا ببعد المسافة أو التقلبات الجوية ويمكن القول إنه خيار لا غنى عنه بالنسبة لنا في المملكة المغربية لأننا لا ننكر أصولنا. إن المواقف الملكية تقدم باستمرار صورة واضحة عن تشبث مغرب الألفية الثالثة بأصوله وما ورثه عن أجداده، واللافت أنه لا يكتفي بذلك، بل يعززه بجرعات أوكسجين تطيل أمد حياته. وجاء الاتصال الهاتفي الذي أجراه جلالة الملك أول أمس الاثنين مع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبو ظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات العربية المتحدة على إثر الهجوم الذي وصفه بلاغ الديوان الملكي ب»الدنيء الذي شنته ميليشيات الحوثيين، ومن يقف وراءهم، على أراضي دولة الإمارات العربية المتحدة»، (جاء الاتصال) ليؤكد أن المغرب لا يعترف بمقولة «البعيد عن العين بعيد عن القلب». إنها بالنسبة للمملكة المغربية غير صحيحة، ولا موقع لها في العلاقة بين المغرب وأشقائه، إذ يسترخص من أجلهم كل غال ونفيس، وهو ما جعله يحظى باستمرار بالثناء، ويجعل مواطنيه مرفوعي الرأس بفضل المواقف القومية «العروبية» لقيادته، والمدونة بمداد الفخر في سجل مملكتنا والتي نحن متأكدون أنها أزلية. إن الإدانة التي أعرب عنها جلالة الملك بخصوص العمل المشين، الذي استهدف أبرياء ومنشآت مدنية في دولة الإمارات العربية المتحدة هو المعتاد، وهو المؤمل من قبل الأشقاء، إذ يهب جلالته كلما لحق بهم أذى إلى التعبير عن الموقف المساند والداعم، وأيضا المهدئ من الروع، وهذا ما أكده جلالته لشقيقه الشيخ محمد بن زايد، معبرا عن «دعم المملكة المغربية الراسخ لجميع الخطوات التي اتخذتها دولة الإمارات العربية المتحدة من أجل الدفاع عن أراضيها وطمأنينة مواطنيها في مواجهة الهجمات الدنيئة لميليشيات الحوثيين ومن يقف وراءهم». إن مروءة المملكة المغربية الشريفة المعتزة بعروبتها، ومواقف رجالها الذين سارت بذكرهم الركبان لا تتغير وإن تنوعت الانشغالات والشراكات الاستراتيجية. نحن نقفز فوق كل الحواجز ونمشي ورؤوسنا مرفوعة بفضل قيادتنا لأن قادة المغرب وأبناءه لا يساومون ولا يتنفسون إلا التضامن مع إخوتهم والتضحية من أجلهم، وهو ما جدد جلالة الملك الإعراب عنه لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، مؤكدا «وقوف المملكة الدائم إلى جانب دولة الإمارات العربية المتحدة، وتقديمها لجميع أشكال الدعم لهذا البلد الشقيق من أجل الدفاع عن أمنه القومي وحماية مواطنيه». إنها مملكتنا المغربية العربية التي تفخر بأصولها وتزرع المحبة والأمان عبر التاريخ منذ القدم، فهي لا تعيش التاريخ بل تصنعه، وهي هنا في أقصى نقطة في العالم العربي تساهم في صنع التاريخ هناك في مشرق وطننا العربي، وتتحول إلى منطلق آخر ليس فقط لصناعة الحضارة العربية بل لبناء فكر قومي عربي عابر للحدود والقارات. إنها مملكتنا العربية الإفريقية التي نعتز بها في كل مكان، لم يكن موقف جلالة الملك مفاجئا فالمغرب والإمارات صنوان لا يفترقان، يستمدان أخوتهما من عمق العلاقات التاريخية العصية على الخلافات التي تدهش الجميع. يشاركون معنا في المسيرة الخضراء «معجزة الزمان»، يدعمون وحدتنا الترابية، نؤازرهم من أجل استقلال الجزر المستعمرة من قبل إيران، نخطو سويا لقطع الطريق على المد الشيعي، والحفاظ على أمن وأمان المواطن العربي في كل مكان ومازال الخير أمام.