أكدت الدكتورة خديجة الحجوجي، مديرة المركز الوطني لتحاقن الدم بالرباط، وجود نقص في مخزون الدم على الصعيد الوطني، يغطي فقط من 3 إلى 4 أيام من الاستهلاك، ويقدر ب 3189 كيس دم إلى حدود 10 يناير الجاري، في حين أوصت منظمة الصحة العالمية بتوفير مخزون من الدم يغطي على الأقل سبعة أيام من الاستهلاك، موضحة أن المخزون الوطني لتغطية سبعة أيام يجب أن يساوي 5500 كيس دم، ما يستدعي تبرع حوالي 1000 متبرع في اليوم على الصعيد الوطني. وأضافت الحجوجي، في تصريح ل»الصحراء المغربية»، أن مخزون الدم يتفاوت من مدينة إلى أخرى حسب الاستهلاك والطلب، حيث إنه في المدن الكبرى مثل الدارالبيضاءوالرباط يكون الاستهلاك كبيرا، فالدار البيضاء تستهلك 23 في المائة من معدل الاستهلاك الوطني، لأن هذه الأخيرة توجد بها الكثير من المراكز الاستشفائية والمصحات الخاصة التي بها مصالح أمراض الدم، مضيفة أن مدينة الرباط بها مخزون أكبر من الدارالبيضاء التي تعتبر الأكثر تضررا، إذ أن مخزونها لا يتعدى يوما واحدا. وأوضحت الحجوجي أن نقص مخزون الدم في هذه الفترة لا يعود بالدرجة الأولى إلى الجائحة، بل هناك أسباب أخرى، حيث إنه في مثل هذه الفترة التي تشهد موجة البرد يكون هناك نوع من العزوف عن التبرع بالدم في جميع بلدان العالم، «فمثلا المؤسسة الفرنسية للدم التي تشبهنا بدورها تنادي بالتبرع بالدم لأن هناك نقصا في عدد المتبرعين بالدم في هذه الفترة». وأضافت المتحدثة ذاتها أن هناك فترات حرجة على مدار السنة يكون فيها تراجع في عدد المتبرعين بالدم، مثل العطل المدرسية، ومنها العطلة الصيفية حيث يسافر الناس ويكونون منشغلين، كما أنه في رمضان كانت هناك أيضا فترة حرجة وتم تحويل عملية التبرع إلى المساجد، وبذلك تم توفير مخزون كبير من الدم، «لكن حين انتشر فيروس كورونا ووقع الحجر الصحي طُرح المشكل من جديد في رمضان وقل عدد المتبرعين». ودعت الدكتورة الحجوجي المواطنين إلى التبرع بالدم بانتظام من أجل ضمان توفير مخزون كاف من هذه المادة الحيوية، إذ يمكن للرجل أن يتبرع كل شهرين والمرأة كل ثلاثة أشهر، وكل متبرع يمكنه أن ينقذ ثلاثة أرواح، مشيرة إلى أن بعض الدراسات العلمية أكدت أن التبرع بانتظام يقي المتبرع من بعض الأمراض مثل جلطات الدماغ وضغط الدم وأمراض القلب والشرايين. وأكدت مديرة المركز أن المجتمع المدني له دور فعال في مجال تحاقن الدم وهو ركيزة أساسية بالنسبة لمراكز تحاقن الدم، كما أنه متواجد في جميع المدن المغربية وأغلب الجمعيات لديها تنسيق محكم مع مراكز تحاقن الدم وتدعم برامجها من خلال استقطاب المتبرعين، مذكرة أنه خلال شهر رمضان الماضي، حين كان الحجر الصحي، نظمت مبادرات مهمة للمجتمع المدني في ما يخص التبرع بالدم حيث كانوا أحيانا ينقلون المواطنين من مقر سكناهم إلى مراكز تحاقن الدم للتبرع ثم يعيدونهم إلى بيوتهم، وذلك بعد حصولهم على ترخيص من الجهات المختصة. وفي السياق ذاته، أفادت الدكتورة الحجوجي أنه خلال الجائحة في الفترة 2021-2022 كانت مساهمة السلطات المغربية مهمة ويجب تثمينها، حيث إنه حين يكون الحجر الصحي أو الليلي نلجأ إليهم، ومن بينهم وزارة الداخلية بجميع مكوناتها والقوات المسلحة الملكية والقوات المساعدة ورجال الشرطة، إذ يتم تنظيم حملات للتبرع بالدم عندهم وقدموا لنا مساعدة كبيرة. وجددت مديرة المركز دعوتها إلى المواطنين للتبرع بانتظام من أجل إنقاذ حياة المرضى، مؤكدة أن مراكز تحاقن الدم مفتوحة في وجه الجميع وتحرص على ضمان احترام التدابير الاحترازية والوقائية للحفاظ على سلامة المتبرعين.