تزايد عدد الإصابات المؤكدة بفيروس كوفيد-19 بالمغرب، التي انتقلت من 100 حالة إلى أكثر من 6 آلاف حالة في اليوم الواحد، خلال الأسبوعين الأخيرين، دفع العديد من المواطنين إلى الاقبال على مختبرات التحاليل البيولوجية الخاصة والعمومية، للخضوع لفحوصات مخبرية للكشف عن الإصابة بالعدوى من خلوها، نتيجة اكتساح متحورات كورونا في الوقت الذي دعت فيه الحكومة وأوصت بتلقي الجرعة المعززة واحترام التدابير الاحترازية لكبح الجائحة واحتوائها. وانتقلت "الصحراء المغربية" إلى إحدى مختبرات التحاليل البيولوجية المرخص لها إجراء فحوصات كوفيد-19، في قلب مدينة الدارالبيضاء، التي تعيش على وقع الانتشار السريع للعدوى وتصاعد منحنى الإصابات اليومية، حيث بلغت أزيد من 4 آلاف حالة مؤكدة بجهة الدارالبيضاءسطات، وفقا لآخر إحصائيات وزارة الصحة والحماية الاجتماعية. وعاينت الجريدة، الجمعة، حركة دؤوبة للوافدين الذي لجأوا إلى المركز من أجل الخضوع للفحوصات المخبرية للكشف عن إصابتهم بالفيروس من عدمها، وضغطا كبيرا على الأطر الطبية والعاملين الذين كانوا يحاولون احتواء العدد المتزايد من الراغبين في الكشف عن كوفيد-19، وضمان استمرارية العملية في ظروف جيدة وفي احترام تام للتدابير الاحترازية والوقائية التي فرضتها السلطات لمحاصرة الجائحة. وفي هذا الصدد، قال الدكتور نور الدين الونجلي، المدير المشرف على المختبر الطبي، إن عدد الأشخاص القادمين إلى الوحدة المرخص لها الكشف عن كوفيد-19، تزايد بشكل كبير خلال الأسبوعين الأخيرين مقارنة بالفترة السابقة لظهور متحور أوميكرون، حيث انتقل العدد من 30 شخصا إلى 200 شخص يستقبله المختبر لإجراء فحوصات مخبرية تتعلق بفيروس كورونا. وأشار الدكتور الونجلي في حديثه ل"الصحراء المغربية" إلى أن غالبية المواطنين يقبلون على الفحص المخبري PCR باعتباره أكثر الكشوفات البيولوجية فعالية في تحديد الإصابة من خلوها بفيروس كورونا ومتحوراتها، وعلى وجه الخصوص "أوميكرون" الذي لا تختلف أعراضه كثيرا عن أعراض الأنفلونزا الموسمية، كارتفاع حرارة الجسم والشعور بالتشنجات العضلية والسعال الجاف وصداع الرأس..". وأوضح المتحدث ذاته أنه "بالرغم من سرعة انتشار متحور أوميكرون، إلا أن أغلب الحالات التي تم التأكد من إصابتها بفيروس كررونا، ظهرت عليها أعراض خفيفة ولا تدعو للقلق وتتعافى خلال مدة أقل من المدة التي كانت تستغرقها عملية الاستشفاء من الإصابة بالمتحورات الأخرى لكورونا ك"دلتا" و"ألفا"، مشيرا إلى أن "أخذ الحيطة والحذر والالتزام بالاحترازات الوقائية وتلقي الجرعة الثالثة المعززة من الأمور المهمة لمواجهة تداعيات المرض الخطيرة والتخفيف من أعراضها". وفي السياق ذاته، قالت سعاد ل"الصحراء المغربية"، إنها قدمت إلى المختبر للخضوع للكشف المخبري المتعلق بالفيروس، بعد شعورها بتعب حاد وفقدانها لحاسة الشم وارتفاع حرارة جسدها، وهي المؤشرات التي عجلت بحلولها بالوحدة المخبرية من أجل التأكد من الإصابة بكوفيد، مشيرة أنها أخذت جرعتي اللقاح المضاد لكورونا الأولى والثانية، ومر على ذلك حوالي أزيد من خمسة شهور دون تلقيها الجرعة الثالثة من أجل تعزيز حمايتها الصحية. وعن اختيارها للمختبر الخاص، أوضحت الأربعينية "باعتباره الأقرب إلى محل سكناي، وكذلك محاولة مني لتجنب الازدحام الكبير، التي تشهده وحدات الكشف عن كوفيد بالمستشفيات العامة خلال الفترة الحالية، بعد تفشي متحورات كورونا إلى جانب الأنفلونزا الموسمية، التي لا نستطيع التمييز بينهما، إلا بإجراء الPCR"، مضيفة "وضعت نفسي منذ بداية الأعراض الأولى للمرض قيد الحجر المنزلي ولا أخرج إلا للضرورة القصوى في انتظار ما سيسفر عنه الفحص المخبري". والتقت "الصحراء المغربية" كمال مصطحبا ابنته البالغة من العمر 12 سنة من أجل الكشف عن حالتهما الصحية بعد تعرض زوجته للإصابة بعدوى فيروس كورونا ما ألزمها الفراش والحجر المنزلي، وأوضح "لا أشعر بأي أعراض تتعلق بالعدوى وكذلك ابتني، إلا أن حرصي على سلامة الآخرين جعلني أحل بالمختبر لإجراء الفحوصات للتأكد من الإصابة". وأضاف المتحدث ذاته "رغبت في إجراء الفحص بمنزلي بواسطة فحص كوفيد السريع لأن ثمنه لا يتجاوز 120 درهما، غير أني لم أعثر عليه في الصيدليات"، واسترسل قائلا "الفحص المنزلي سيعفيني من التنقل إلى إحدى المختبرات والانتظار لوقت طويل إلى حين قدوم دوري". وأردف كمال قائلا "علمت أن تحاليل PCR أكثر دقة وفعالية لذلك اخترت إجراءها، رغم أني سأدفع 800 درهم لكن هذا الثمن لا شيء مقابل سلامتي الجسدية وسلامة ابنتي وأقربائي". وبالرغم من الموجة العاتية من الإصابات بفيروس كورونا وسط انتشار المتحور أوميكرون، التي ستصل ذروتها خلال يومي 15 أو 17 يناير المقبلين وستبدأ بعد ذلك في الانحدار، استبعدت مصادر طبية فرض الحجر الصحي مشددة على أن إقبال الالتزام بالإجراءات الاحترازية كالتباعد الجسدي وارتداء الكمامة بالشكل الصحيح وتعقيم اليدين وتنظيفها بين الحين والأخر، وتلقي اللقاحات المضادة لكوفيد بما فيها الجرعة المعززة نظرا لأهميتها في التخفيف من أعراض المرض وتجنب الانتكاسة الوبائية بالبلاد.