مع اقتراب احتفالات رأس السنة الميلادية، وتسجيل أول إصابة ب «أوميكرون» في المغرب، أخذت دائرة احتمالات نوعية القيود الوقائية، التي قد يلجأ إليها في مواجهة أي مستجد وبائي قد يحدث، في التوسع، مستحضرة بقوة سيناريو العودة إلى فرض «حظر التجوال الليلي» والذي استأثر بنقاش كبير، في الساعات الماضية، امتد إلى «طاولات تشاور» بقطاعات رسمية، حيث تباينت الآراء بشأنه، وسط تناسل إشاعات عديدة حول هذا الإجراء وصلت تداول خبر زائف حول الفترة التي سيدخل فيه حيز التنفيذ. فبينما ذهب البعض منها إلى الميل لتفعيله تحسبا لأي «تطورات صحية مفاجئة» قد تنجم عن ظهور المتحور الجديدة وتجدد تصاعد منحنى الإصابات ب (كوفيد -19)، تسير توجهات أخرى في الرأي المطروح حول الموضوع إلى المراهنة على الدفع بتسريع وتيرة التلقيح أكثر فأكثر، مع الحرص على التطبيق الصارم للتدابير الاحترازية المعمول بها، وهو ما سيقلل من خطر حدوث موجة تفشي واسعة، ويمكن من المحافظة على المكتسبات المسجلة في هذه المعركة، والتي على إثرها جرى استعادة مظاهر عديدة للحياة الطبيعية في مرحلة «تخفيف القيود». وهذا، على ما يبدو، السيناريو الأقرب الذي قد نعيشه مظاهره في المقبل من الأيام، وما يعززه المؤشرات المرصودة، منذ، بحر الأسبوع الجاري، إذ تعمل السلطات المختصة بقوة على التشجيع على التلقيح، مع الشروع في حملات تحسيسية وسط العديد من المقرات المهنية للإقبال على هذه العملية، وذلك لجعل هذا السلاح، والذي يبقى الوحيد والأمثل حاليا، متوفرا لمواجهة «أوميكرون». وحسب ما توفر ل «الصحراء المغربية»، من معطيات، فإن مجموعة من الإدارات والمؤسسات المهنية أطلقت مبادرات لتشجيع موظفيها ومستخدميها على التطعيم، وهي المبادرات التي جرى التفاعل معها، بأخذ العشرات منهم، لجرعاتهم، ما يفسر التزايد الملحوظ، في الفترة الأخيرة، في العداد الوطني للمستفيدين من الجرعة الثالثة، الذي وصل، في النشرة اليومية ل (كوفيد -19) لأول أمس الخميس، إلى مليونين و224 ألفا و616 شخصا. وذكر مصدر مطلع، ل «الصحراء المغربية»، أن «رفع وتيرة التلقيح سيجنبنا مشاهد نحن في عنى عنها، وهذا ما يجري العمل عليه حاليا وتكثف الجهود بشأنه»، مضيفا أن «الجرعة الثالثة المعززة عدد المقبلين عليها ما زال لم يصل إلى المستوى الذي يجب أن يكون لتجنب المخاوف السائدة، خصوصا بالنسبة للفئات التي تعاني هشاشة صحية». والسيناريو الذي يثير القلق، يضيف المصدر نفسه، هو «الضغط الذي يمكن أن تشهده المستشفيات في حالة توسع انتشار (أوميكرون) المتميز بوتيرة تفشيه السريعة، مضيفا، في هذا الصدد، «عدد أسرة الإنعاش محدود، وإذا سجلت موجة فسيكون هناك ارتفاع في عدد الحالات الحرجة التي ستستقبلها أقسام الإنعاش، وهو ما يعني ضغط متزايد عليها سترتفع معه حالات الوفيات»، مشيرا إلى أن «القرارات المتخذة من قبل السلطات، وضمنها تعليق الرحلات الجوية المباشرة، رصينة، لما لها من انعكاس إيجابي على المحافظة على إنجازات المغرب في مكافحة الجائحة، ونجاحها في إنقاذ حياة وصحة المواطنين». وتشهد الدارالبيضاء وضعا خاصا في ظل المستجد الوبائي الطارئ المتمثل في تسجيل أول إصابة ب «أوميكرون» بها، إذ دخلت المدينة، منذ رصد هذه الحالة، في استنفار صحي كبير، يواكبه تعبئة مكثفة لتعزيز الحرص على احترام الإجراءات الوقائية.