تعيش الدارالبيضاء، منذ أيام، على إيقاع حركية مكثفة لإصلاح «الأعطاب» التي تشكوها المدينة المليونية، في مؤشر دال على حرص العمدة نبيلة الرميلي، من جهة، على تجنب الوقوع في «الأخطاء التدبيرية» للمجالس السابقة، ومن جهة أخرى، على سعي «ليدك» لتفادي سيناريو، الشتاء الماضي، الذي دفع فاتورته الثقيلة السكان، بعدما خلف غرق أحياء وشوارع بالعاصمة الاقتصادية في برك مائية بفعل التساقطات خسائر وأضرار كبيرة، بعدما لم تصمد سلسلة الإجراءات الوقائية المتخذة من طرف الشركة المفوض لها تدبير قطاع الماء والكهرباء والإنارة العمومية وتطهير السائل، أمام المستوى القياسي الذي تهاطلت به. وهكذا، بدأ تنزيل هذه المقاربة الاستباقية استعدادا لموسم الأمطار، من مجموعة من النقاط التي تشهد حدوث فيضانات، ومنها آنفا، حيث عاينت «الصحراء المغربية»، تنفيذ فرق شركة «ليدك»، المفوض لها تدبير قطاع الماء والكهرباء والإنارة العمومية وتطهير السائل بالدارالبيضاء، مجموعة من التدخلات، وبشكل يومي، عملت من خلالها على تنظيف بالوعات الصرف الصحي، تفاديا لامتلائها بالمخلفات التي تعوق وصول مياه الأمطار إليها. كما رصد قيام مستخدمي الشركة نفسها بتنظيف مختلف القنوات، ووضع الأغطية للبالوعات التي لا تتوفر عليها، ناهيك على تنقية قنوات تجميع المياه بالطرقات، لاسيما تلك الموجودة بالطريق السيار.
وقد جرت مواكبة هذه التدخلات بأشغال صيانة مع القيام بزيارات لمختلف المناطق التي تعرف انسدادا في مجاري الصرف الصحي، خصوصا الشعبية منها. وفي مقابل ذلك، باشر عناصر الشرطة الإدارية بالمدينة، وفق ما علمته «الصحراء المغربية»، جولات في عدد من النقاط، استهدفت رصد أعطال أعمدة الإنارة العامة الواجب إصلاحها، والمشاكل المرتبطة بشبكات المياه والصرف الصحي، وهي «الملاحظات» التي من المتوقع أن تأخذ بعين الاعتبار في برنامج مدقق للتدخلات والتدابير الاستباقية التي ستتخذها الشركة على مستوى كافة المقاطعات، والذي طالبت رئيسة المجلس بإعداده، في اجتماع المكتب، يوم 18 أكتوبر المنصرم. وذلك بعد الاستماع إلى عرض رئيس اللجنة الدائمة للمراقبة (SPC) حول هذه التدابير تحسبا للتساقطات المطرية المرتقبة خلال الموسم الجاري.
وكانت «ليدك» أعلنت أنها عبأت وسائل بشرية ولوجيستيكية كبيرة لإنجاز عمليات التنظيف الضرورية للشبكة ومراقبة المنشآت على مستوى المجال الترابي للتدبير المفوض بجهة الدار البيضاء الكبرى. وذكرت أنها عبأت ما بين 700 و1000 عون للقيام بالتدخلات الميدانية، تبعا لتطور نشرات أحوال الطقس، ضمنهم أطر التدخل والتتبع والتنسيق وعمال التدخلات المختصة في مجال التطهير السائل. كما أكدت، في بلاغ لها، أنها خصصت 241 آلية لهذا الغرض، تتوزع ما بين 50 شاحنة تطهير كبرى وآلة شفط، و19 شاحنة تطهير صغيرة، و165 عربة نقل كبيرة وصغيرة وشاحنة رافعة و7 سيارات رباعية الدفع)، بالإضافة إلى 155 مضخة مخصصة لمختلف التدخلات في شبكة التطهير السائل. وأوضحت الشركة أنها تحرص طيلة السنة على التشغيل الجيد لشبكات التطهير السائل التي تمتد على أكثر من 6.800 كلم.
كما تقوم بأعمال وقائية تهدف إلى صيانة المنشآت وتقوية قدرة التحويل لنظام تجميع المياه العادمة والمطرية. وتشمل هذه الأعمال، حسب المصدر نفسه، «مراقبة وتنظيف جميع المنشآت النوعية بالمجال الترابي للتدبير المفوض (محطات التعلية، مزيلات الرمل، مصارف العواصف، أحواض ضبط مياه الأمطار، المنافذ البحرية، الحواجز والبالوعات...)»، والمراقبة بالفيديو والمباشرة لقنوات تجميع المياه لتحديد الاختلالات وبرمجة عمليات التجديد، والتنظيف المائي للقنوات الثالثية، والتنظيف اليدوي والآلي لقنوات التجميع الرئيسية ومنشآت استقبال المياه المطرية (حواجز وبالوعات)، وإعادة تأهيل وتجديد شبكة التطهير السائل». ومنذ بداية السنة، وفي إطار الصيانة الوقائية التي تتواصل استعدادا لفترة تساقط الأمطار، أشارت الشركة إلى أنها تواصل إلى غاية متم 31 دجنبر 2021، إنجاز عمليات مراقبة لأكثر من 266 كلم من شبكات التطهير السائل، وتنظيف أكثر من 800 كلم من الشبكات (وقائيا)، وأكثر من 240 كلم من الشبكات في إطار عمليات مبرمجة، مما سيمكن من استخراج حوالي 25.000 طن من الترسبات المتراكمة في الشبكات والمنشآت (أي ما يعادل حمولة حوالي 1086 شاحنة نقل كبيرة).