كشف الدكتور الطيب حمضي، المختص والباحث في السياسات والنظم الصحية، أن الموجة الرابعة لكوفيد – 19 من شأنها أن تكون خطيرة على الأشخاص غير الملقحين بشكل كامل". ففي الوقت الذي أعلن فيه المغرب، عن انتهاء الموجة الثالثة والتخفيف من الإجراءات والقيود الاحترازية التي أقرها سلفا بسبب انتشار الجائحة، أمس الأربعاء، خاصة رفع الحظر عن التنقل الليلي، فقد بدت تلوح في الأفق بوادر ظهور موجة رابعة من الوباء. وقد اختلف المتخصصون في المجال الصحي حول شدة وخطورة هذه الموجة الرابعة في ظل تقدم وتيرة عملية التلقيح وسلوك المواطنين اتجاه ذلك، وفي ظل ظهور متحورات جديدة للفيروس خاصة "دلتا+" في العالم، الذي يعتبر تطوره حاسما في التعاطي مع الموجة الجديدة. في هذا الصدد، يدعو الخبراء المغاربة إلى التحضير جديا إلى إمكانية تفشي موجة رابعة، حيث يفسر الدكتور الطيب حمضي ذلك بالقول "لقد خرجنا للتو من الموجة الثالثة التي سببها، على وجه الخصوص، متحور دلتا، ولكن هذا لا يعني أن الوباء انتهى وأن الفيروس لن ينتشر مرة أخرى وبالتالي لا يعني التراخي وعدم الامتثال للتدابير الاحترازية"، مضيفا أن الدليل على قوله هو مواصلة تسجيلنا يوميا لحالات الإصابة والوفيات الجديدة بكوفيد- 19. وبخصوص الموجة الرابعة، يعتقد الدكتور حمضي أنه "جرى توقعها قبل أسابيع قليلة"، موضحا أن ذلك يظهر من خلال أربعة أسباب رئيسية أوردها: * في موسم البرد تتفشى أمراض الجهاز التنفسي الفيروسية والمعدية، ووهو الحال بالنسبة لفيروس كوفيد19 * خلال موسم البرد، تضعف مناعة جسم الانسان وتصبح أقل فاعلية مما كانت عليه في الصيف والربيع، حيث يصبح المواطنون مهيؤون للإصابة بالعدوى بطريقة شديدة. * خلال موسم البرد، نميل إلى العيش في أماكن مغلقة وخاصة إغلاق الأبواب والنوافذ، وهو ما يؤدي إلى الإصابة حين نعلم أن العدوى الفيروسية تعيش بشكل خاص في هذا النوع من المساحات. * أيام موسم البرد قصيرة. لذلك يقضي المواطنون أقصى قدر من الوقت، سواء في العمل أو في المنزل، مع الميل إلى أن يكونوا قريبين. ما يؤدي إلى عدم احترام مسافة التباعد الجسدي وهذا ما يخلق ظروفا مواتية لانتشار الفيروس. كما كشف الخبير في السياسيات والنظم الصحية عن مؤشر قوي للتنبؤ بظهور موجة رابعة للفيروس قائلا "في أوروبا، شهدت البلدان بالفعل بداية هذه الموجة منذ أسبوعين أو ثلاثة أسابيع وبدأت في الارتفاع في منتصف نونبر". وأكد أن بالقول "هذه الموجة الجديدة ربما تظهر بوادرها في المغرب منتصف أو أواخر دجنبر المقبل.. وطريقة تدبيرها تعتمد على سلوك المواطنين". وأوضح الدكتور حمضي أن الموجة الرابعة ستتميز بهيمنة متحور دلتا قائلا إنه "الفيروس الأكثر انتشارا في العالم بما في ذلك المغرب.. علاوة على أن المتغير الجديد "دلتا+" ما يزال يقلق الخبراء في العالم". فيما يتعلق بحجم وشدة الموجة الرابعة الجديدة وقوله إن ذلك يعتمد على سلوكنا، يكشف هنا الدكتور حمضي عن فرضيتين رئيسيتين: الأولى "إذا احترم المواطنون التدابير الوقائية وإذا ما جرى تلقيحهم بالكامل، فلن تكون الموجة الجديدة قوية جدا من حيث الحالات الجديدة المسجلة يوميا. كما لن يكون لدينا العديد من الحالات الخطيرة، وستكون الوفيات أقل، الأمر الذي من شأنه تجنب الضغط على وحدات العناية المركزة". والفرضية الثانية، يقول حمضي "إذا لم يحترم المواطنون الإجراءات الاحترازية وإذا لم يتلقوا جرعات اللقاح، ولم يتخذوا إجراءات تقييدية، فإن الموجة ستكون للأسف قوية على جميع المستويات"، حيث يرى الخبير أن "الشيء الوحيد الذي يمكن أن يغير الوضع هو اتخاذ تدابير احترازية أكثر تقيدا لتجاوز الموجة الجديدة"، داعيا المواطنين إلى الإسراع بالتوجه نحو مراكز التلقيح وأخذ جرعات اللقاح، لأن هذه الموجة، حسب قوله، ستكون مكلفة وخطيرة على الأشخاص غير الملقحين بشكل كامل. وكانت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية حذرت في تصريحها النصف شهري، أول أمس الثلاثاء، بالقول إن "الحالة الوبائية في تحسن مستمر، وهذا التحسن يشمل كل المؤشرات الوبائية على صعيد كل جهات المملكة، إن استفاقة النشاط الفيروسي في عدد من الدول، وتسجيل بوادر مد وبائي جديد جد محتمل في شمال منطقة المتوسط، تجعل كل هذه المكتسبات رهينة بمدى استمرار الجميع في التحلي بالسلوكيات الوقائية، وأيضا وبصفة مباشرة بنسبة الانخراط، كبارا وصغارا، في الحملة الوطنية للتلقيح".