في مواصلة لأشكالهم النضالية التي دشنوا بها الدخول القضائي الحالي، نظم المحامون الشباب بالدارالبيضاء على غرار زملائهم بمدن أخرى، وقفة احتجاجية أمام المحكمة الابتدائية المدنية بالبيضاء، اليوم الأربعاء، تلبية للبرنامج النضالي المسطر من طرف فيدرالية جمعيات المحامين الشباب بالمغرب. ووقف العشرات من المحاميات والمحامين، عضوات وأعضاء جمعية المحامين الشباب بالدارالبيضاء، فيما وصفوه ب "وقفة رمزية" ببذلاتهم المهنية، أمام الباب الرئيسي للمحكمة المدنية وسط المدينة، رافعين شعارات مطولة مختلفة، ينتفضون من خلالها على ما يعتبرونه "تدهورا لشروط الممارسة المهنية..الاستمرار في هدر المحاكمة العادلة في المحاكمات الزجرية عن بعد .. غياب الحماية القضائية للمواطنين والمواطنات الممارسين للحقوق والحريات المكرسة في دستور 2011 .. استمرار العمل بنظام ضريبي مجحف.. اقصاء المؤسسات المهنية والاطارات التمثيلية للمحامين من المشاركة الحقيقية في تدبير الشؤون القانونية والتنظيمية للعدالة..استشراء الفساد..التضييق على حصانة الدفاع ..". كما طالبوا من خلالها ب "التصدي الحازم للفساد والسمسرة.. الإسراع بإخراج قانون حديث ومتطور للمهنة.. إحداث أنظمة تضامن اجتماعي تحفظ كرامة المحامي ..إخراج القوانين الموضوعية والمسطرية التي تعزز حقوق الدفاع..نظام ضريبي عادل..إلغاء المحاكمات عن بعد..قضاء يحمي حقوق وحريات المواطنات والمواطنين"... وفي هذا الإطار، قالت نبيلة جلال المحامية بهيئة الدارالبيضاء وعضوة جمعية المحامين الشباب بأن الوقفة "عبارة عن شكل ثالث من بين ثلاث أشكال نضالية سبق للجمعية أن خاضتها، الأول يتمثل في نزع الياقة البيضاء ليوم كامل وهي بالنسبة للمحامي رمز لحرية التعبير، والثاني بوضع الكمامة التي تعبر عن السخط على الأوضاع والتراجعات، ثم الوقفة الاحتجاجية الرمزية بالتزامن مع وقفات أخرى للمحامين الشباب بمختلف أنحاء المغرب". وصرحت المحامية ل "الصحراء المغربية" بالقول إن الوقفة "احتجاج على الاختلالات التي طالت منظومة العدالة، والاقصاء ضد مشاركة المحامين في بلورة مشاريع القوانين والاستماع إلى رأيهم في كل ما يخص منظومة العدالة في الوقت الذي يعتبر فيه الدفاع صرحا منيعا لا يمكن أن تقوم المنظومة المقام الصحيح بدونه". وأوضحت نبيلة جلال بالقول "شعاراتنا ووقفتنا تضمنت مجموعة من المطالب التي تهم المحامين كفئة وأخرى تهم حقوق وحريات المواطنات والمواطنين ضدا على مجموعة من القوانين والقرارات". وأكدت المتحدثة قائلة "نحن مع الاشراك والحوار والتغيير الذي تلفه إرادة سياسية حقيقية، وضد الاقصاء كيفما كان نوعه"، مشددة بالقول "سنستمر في الاحتجاج بأشكال نضالية متعددة إلى أن يتم اسماع صوتنا والتعامل مع مطالبنا بالجدية اللازمة". وفي هذا الصدد، قال محمد وردان، محامي بهيئة الدارالبيضاء وعضو جمعية المحامين الشباب بالدارالبيضاء، في تصريح للجريدة إن تنظيم الوقفة الرمزية كان لأجل "تنبيه المسؤولين بوزارة العدل والمسؤولين القضائيين إلى بعض الاختلالات التي تمس بحقوق المحامي بالدرجة الأولى وحقوق المواطنين منها المحاكمة عن بعد التي أصبحت في ظل جائحة كوفيد - 19 هي الأصل في حين أنها كانت من قبل الاستثناء، وهو ما يمس بحقوق المتهم في ظل وجود مشاكل تقنية تحول دون استماعه للدفاع أو العكس حلال هذه المحاكمات". من جانبه، قال سعد الله التونسي، محامي بهيئة الدارالبيضاء وعضو جمعية المحامين الشباب بالدارالبيضاء، في تصريح مماثل إن "تنظيم الوقفة جاء بعد الرصد المتواصل لمكتب الفيدرالية لمجموعة من الأمور التي تشكل وجوبا للتدخل والتغيير خاصة ما يتعلق بالممارسة المهنية للمحامين داخل منظومة العدالة، والتي جرى توجيه رسائل بخصوصها للمسؤولين المهنيين، والمسؤولين عن قطاع العدالة في شخص وزير العدل". واعتبر التونسي أن الوقفة "تكريس وتنزيل لعدد من الخطوات النضالية التصاعدية التي جرت برمجتها حتى تصل الرسالة لمن يهمه الأمر وتتم الاستجابة إلى مطالب المحاميات والمحامين العادلة التي تستقيم وتوصياتهم المنبثقة عن جمعياتهم ومن مؤتمراتهم الوطنية والورقات التي أنجزتها مختلف الإطارات الشبابية للمحامين بالمغرب". ولفت إلى أن "المحاماة رسالة قبل أن تكون مهنة ويجب أن توفر لها الظروف لكي تضطلع بدورها الريادي والأساسي والمحوري في تثبيت أسس دولة الحق والقانون". يذكر أن المحامين الشباب بدأوا الدخول القضائي في أكتوبر المنصرم، بالاحتجاج من خلال سلسلة احتجاجات خاضتها منذ حوالي شهر، تلبية لنداء صادر عن فيدرالية جمعيات المحامين الشباب بالمغرب، دقت فيه ما اعتبرته "ناقوس الخطر حول التدهور الذي آلت إليه أوضاعهم المهنية كجزء لا يتجزأ من الأوضاع العامة لمنظومة العدالة"، ودعت فيه جمعيات المحامين الشباب في المغرب، إلى "توحيد الصفوف استعدادا لنهضة مهنية..ومساهمة في تعزيز مطالب المحامين المهنية..وإنقاذ المهنة وممارسيها من الأخطار التي تهدد حاضرهم ومستقبلهم"، وفق ما جاء في النداء.