في أقل من 24 ساعة على وقوع مجزرة جماعة سيدي رحال الشاطئ التي راح ضحيتها شخصين، وأصيب خلالها آخرون بجروح متفاوتة الخطورة، عاش إقليمسطات، حادثا مماثلا بعدما أقدم شخص، اليوم الأربعاء، بجماعة "النخيلة"، على إطلاق النار من بندقية صيد في ملكيته، داخل مقر سكناه، مما أدى إلى مصرع ثلاثة أشخاص من أفراد عائلته (زوجته، أخوه، ابن أخيه). وأفادت السلطات المحلية لإقليمسطات أن المعطيات الأولية تشير إلى أن أسباب الحادث تعود إلى خلافات عائلية أقدم على إثرها الجاني على ارتكاب جريمته، قبل أن يقوم بتسليم نفسه وبندقية الصيد لمصالح الدرك الملكي. وجرى وضع الجاني تحت تدابير الحراسة النظرية رهن إشارة البحث الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة. وارتباطا بمجزرة سيدي رحال، باشرت عناصر المركز القضائي للدرك الملكي بسرية برشيد، منذ مساء أمس الثلاثاء، تحقيقات مكثفة مع المتهم بارتكاب الجريمة، التي تسببت في وفاة شخصين، وإصابة 3 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، إلى جانب والده صاحب بندقية الصيد المستعملة في ارتكاب هذه الجريمة. وجرى إيقاف المتهم من طرف عناصر الدرك الملكي بسيدي رحال، مباشرة بعد ارتكابه للجريمة التي هزت المنطقة، وجرى وضعه تحت تدابير الحراسة النظرية رهن إشارة البحث الجاري تحت إشراف النيابة العامة المختصة، قبل أن تجري إحالته رفقة والده على المركز القضائي للدرك الملكي ببرشيد، الذي تولى التحقيق لتحديد جميع الملابسات والدوافع المرتبطة بهذه القضية. وذكرت مصادر متطابقة أن المصابين ما يزالون يخضعون للعلاج بمستشفى دار بوعزة، بعد إصابتهم بشظايا من الطلقات النارية، مشيرة إلى أن أسر الضحيتين ما تزالان تنتظران تسلم جثتيهما، بعد استكمال الإجراءات اللازمة. وتعود تفاصيل الحادث إلى قيام المتهم، 17 سنة، الذي كان قرب إحدى المؤسسات التعليمية بجماعة سيدي رحال الشاطئ التابعة ترابيا لإقليمبرشيد، على إطلاق النار بشكل عشوائي من بندقية صيد، في ملكية والده، وهو في حالة غير عادية، ما تسبب في وقوع ضحايا بين قتلى ومصابين، وخلق حالة من الرعب في صفوف المواطنين الذي ذعروا من صوت الرصاص. ومن المنتظر أن يكشف التحقيق السبب الذي كان وراء حمل القاصر، وهو في حالة غير طبيعية بسبب تناوله حسب المعطيات المتوفر الأقراص المهلوسة، بندقية الصيد، ليشرع في إطلاق النار بشكل عشوائي، خاصة مع تعدد الروايات المتداولة بهذا الشأن. كما سيجري التحقيق مع والد المتهم، بحكم مسؤوليته المباشرة على تأمين سلاح الصيد المرخص باسمه، وكشف ملابسات كيفية وصول الابن إلى السلاح واستعماله، في وقت من المفروض أن يكون مخبئا بإحكام. وأفادت زوجة أحد الضحايا، وهو حارس يبلغ من العمر حوالي 50 سنة، أن زوجها خلف وراءه 5 أبناء، ولم تكن له معرفة سابقة بالمتهم أو أية عداوة. وطالبت الزوجة في تصريحات إعلامية بتطبيق أقصى العقوبات على المتهم، الذي تسبب في فقدان الأسرة لمعيلها الوحيد، مشيرة إلى أنها صدمت بالخبر بعد اتصال من شقيقها، ولم تصدقه، إلا بعد انتقالها إلى المستشفى، ومشاهدة زوجها جثة هامدة.