في ظرف حوالي 24 ساعة شهدت مدينة الدارالبيضاء، حريقا ثانيا، بعد حريق سوق القريعة الذي أتى على 20 محلا تجاريا ليلة الخميس-الجمعة، واندلع هذه المرة بلافيراي أهل لغلام بتراب عمالة البرنوصي، حيث أتى هو الآخر على 5 محلات تجارية عشوائية. وحسب مصادر مطلعة، فإن الحريق اشتعل حوالي السابعة والنصف من ليلة أمس السبت، حيث تلقى مركز استقبال ومعالجة نداءات الإغاثة التابع للقيادة الجهوية للوقاية المدنية بجهة الدارالبيضاء- سطات مجموعة من المكالمات حول الحادث، ليجري تعبئة 7 شاحنات إطفاء، وسيارتي إسعاف، وحوالي 30 إطفائيا، مدعومين بالوحدة الجهوية المتنقلة للسيطرة على الحريق. وذكرت المصادر ذاتها أن فرق التدخل سيطرت على الحريق حوالي العاشرة ليلا، وأن الأضرار جرى حصرها في 5 محلات تجارية، كما أن ألسنة النيران امتدت على مساحة تقدر بحوالي ألف متر مربع، علما أن السوق يحتوي على مجموعة من المواد القابلة للاشتعال. وأفادت المصادر أن عناصر الوقاية المدنية بذلت مجهودات جبارة للحيلولة دون انتقال النيران إلى حي صفيحي مجاور يقطن به مجموعة من السكان، وتمكنت من إخماد الحريق بشكل نهائي حوالي الثانية ليلا، دون تسجيل أية إصابات أو خسائر بشرية. وكان الحريق الأول، أتى ليلة الخميس-الجمعة، على 20 محلا تجاريا غالبيتها مخصصة للنجارة وبيع الخشب والأثاث المنزلي، بسوق القريعة الكائن بتراب عمالة مقاطعات الفداء مرس السلطان بالدارالبيضاء. وحسب مصادر مطلعة، فإن الحريق الذي خلف استنفارا في صفوف تجار السوق، وعناصر الوقاية المدنية، والسلطات، تسبب في إصابة إطفائيان بجروح خفيفة خلال عملية التدخل، نقلا على إثرها إلى مستشفى مولاي الحسن لتلقي الإسعافات الضرورية. وبحسب المصادر ذاتها، سخرت القيادة الجهوية للوقاية المدنية بجهة الدارالبيضاء-سطات، 8 شاحنات إطفاء صهريجية، وسيارتي إسعاف، كما عبأت 40 عنصرا من عناصر الإطفاء، مدعومين بالوحدة الجهوية المتنقلة، لتطويق ألسنة النيران التي اشتعلت شرارتها الأولى حوالي العاشرة ليلا، والعمل على محاصرتها، والحيلولة دون انتقالها إلى محلات أخرى من السوق الممتد على مساحة كبيرة. وقالت المصادر نفسها إنه رغم الصعوبات والعراقيل التي واجهتها فرق التدخل، بسبب ضيق أزقة السوق، ومحاولة مجموعة التجار إخراج سلعهم، تمت السيطرة على الحريق، في ظرف ساعتين بعد اشتعاله. وأكدت المصادر أن السوق يفتقد إلى معايير السلامة الضرورية ووسائل الوقاية، إضافة إلى وجود مواد قابلة للاشتعال وأخرى قابلة للانفجار في عدد مهم من المحلات، مشيرة إلى أن قرب ثكنة الوقاية المدنية من موقع الحادث، سرع من عملية التدخل، ومحاصرة الحريق. وليست هذه المرة الأولى التي يشتعل فيها حريق بأرجاء السوق. وفتحت المصالح الأمنية المختصة تحقيقا لمعرفة أسباب اندلاع هذا الحريق.