مازال عدد من المواطنين يتساءلون عن مدى نجاعة الحقنة الثالثة، ويتطلعون لمعرفة الأعراض الجانبية التي تظهر مع هذه الحقنة، والفئات المستهدفة. في هذا الصدد أكد البروفيسور سعيد المتوكل، عضو اللجنة العلمية لكوفيد 19، ورئيس قسم الجراحة بمستشفى ابن رشد في الدارالبيضاء، أن الدراسات من خلال المرتكزات العلمية للحقنة الثالثة، أظهرت لدى الكثير من الأشخاص أنه بعد مرور 6 أشهر أو 8 أشهر انخفضت المناعة المكتسبة. وأضاف المتوكل أنه لوحظ خلال الموجة الأخيرة التي شهدها المغرب ودول العالم مع المتحور الهندي "دلتا"، نقص في فعالية اللقاحات، التي كانت تتراوح بين 40 في المائة بالنسبة للقاحات "فايزر"، و60 في المائة بالنسبة للقاح "أسترازينكا"، مشيرا إلى أن هذا النقص في المناعة هو ما جعل بعض المختبرات واللجان العلمية تزكي الجرعة الثالثة، بهدف تقوية المناعة. من جانب آخر، قال عضو اللجنة العلمية لكوفيد إنه "في إطار تفعيل اللقاحات مع لقاح جديد، ليس الجواب الشافي هو كيف ستكون المناعة المكتسبة باللقاح على المدى القصير والمتوسط والبعيد، لأنه حاليا نحن لدينا مرجع سنة منذ بداية اللقاحات والنتائج الأولية التي أبانت أن هناك نقصا في المناعة، لهذا نحبذ أن نعطي للمواطنين حقنة ثالثة على شكل تذكير وتقوية المناعة". ويرى الدكتور نفسه، أن "التطعيم بالحقنة الثالثة سيكون من بين اللقاحات المعتمدة في المغرب، وليس بالضرورة أن يكون هو اللقاح نفسه الذي أخذناه في الجرعتين الأولى والثانية". ولفت المتوكل إلى أن "اللقاح هو وسيلة من الوسائل التي ندافع عنها ضد كوفيد، موضحا أنه "إذا كانت اللقاحات ذات مفعولية كبيرة، نعرف أن جميع اللقاحات ليست لها فعالية مائة في المائة، وستظل هناك بعض الفئات وإن كانت ستصاب بمرض كوفيد، لكن ستظهر عليها أعراض خفيفة، ولا تشكل خطرا كبيرا على المجموعة الكبيرة من الملقحين، وسيبقى هناك بعض الملقحين الذين سيدخلون إلى مراكز الاستشفاء والعناية المركزة". وتابع متحدثنا أنه عندما نتكلم عن اللقاحات أول شيء يجب أن نفعله هو الحفاظ على الوسائل الاحترازية ووسائل الوقاية من قبيل غسل اليدين والنظافة واتباع حمية غذائية ضد السمنة، بالإضافة إلى الاستمرار في وضع الكمامة داخل الأماكن المغلقة والتجمعات. ودعا المتوكل، أيضا، عند العودة إلى الحياة الطبيعية، إلى الابتعاد عن العناق والمصافحة باليدين و"الاكتفاء بالتحية الأسيوية". كما طالب كل شخص ظهرت عليه أعراض مشابهة لمرض كوفيد مثل ألم حاد في الرأس وعياء، بالذهاب إلى المصالح الطبية وأخذ الدواء المعتمد في البروتكول الوطني.