أشرف محمد قسي لحلو والي جهة مراكشآسفي، نهاية الاسبوع الماضي، على إعطاء انطلاقة الأشغال بمشروع تهيئة الشطر الأول من ساحة جامع الفنا الذي يهم ترميم الواجهات، من خلال حرصه واهتمامه المستمر لتتبع واقع ومآل الساحة العالمية. ويهم مشروع تهيئة الساحة التاريخية لجامع الفنا، الذي رصد له كلفة مالية تصل الى حوالي 4 مليار سنتيم، أشغال الإنارة و التبليط وتهيئة الواجهات والأسطح،وهو المشروع الذي يدخل في إطار المشروع الملكي لتأهيل المدينة العتيقة بمراكش. وكان قسي لحلو، ترأس في وقت سابق، اجتماعا بمقر ولاية جهة مراكشآسفي لتدارس ومناقشة مشروع تأهيل ساحة جامع الفناء القلب النابض لمدينة مراكش، وذلك بحضور المصالح المعنية المختصة إضافة إلى لجن علمية تضم خبراء ومهتمين بالتراث الثقافي والمعماري وفعاليات المجتمع المدني الناشطة في مجال المعمار والتراث. ويهدف هذا الاجتماع إلى رد الاعتبار للساحة التاريخية لجامع الفناء واسترجاع بريقها والحفاظ على مكانتها العالمية المعترف بها دوليا من طرف منظمة اليونيسكو، وذلك عبر إطلاق دراسة محكمة لجميع مكونات وفضاءات الساحة، بتكليف مكتب دراسات مختص في هذا المجال بتنسيق مع مجموعة من الخبراء والمهندسين المعماريين. واطلع والي مراكش الذي كان مرفوقا بمسؤولي مصالح المديرية الجهوية للإسكان وسياسة المدينة والوكالة الحضرية لمراكش وشركة العمران، والوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء والمديرية الجهوية للثقافة، على سير الأشغال بعدد من الاوراش المفتوحة لتأهيل المدينة العتيقة والتي تشكل جزءا من برنامج "مراكش الحاضرة المتجددة". واستهل والي مراكش زيارته الميدانية من مشروع تهيئة مسار مخازن الحبوب بحي جنان العافية الذي شارف على الانتهاء، وتوقف على سير تقدم أشغال تأهيل عدد من الفنادق والمدارات الروحية والسياحية، ومدى جودة الأشغال الجارية واحترامها للمعايير والضوابط التقنية. كما اطلع والي مراكش على سير الأشغال انطلاقا من مسار البياضين ثم مسار ساحة بن يوسف إلى دار السي سعيد، مرورا بفندق اللبن و مسار السمارين، وهمت الجولة الميدانية زيارة الفنادق التي انتهت الأشغال بها مثل السرسار 1، السرسار 2 ، فندق خربوش، وكذلك الفنادق التي شارفت على الانتهاء مثل فندق التادلاوي و فندق الميزان، بعدها تمت زيارة المسار السياحي دار الباشا باب دكالة والمسار الممتد بين شارع فاطمة الزهراء و دار الباشا وكذا مسار الرميلة. وأكد والي جهة مراكشآسفي على ضرورة احترام الآجال المحددة والخصوصيات العمرانية والهندسية الأصيلة للمدينة العتيقة لمراكش مع الحرص على احترام المساطر التنظيمية المعمول بها. وتحمل هذه المشاريع، في طياتها طموحا جديدا للمدينة القديمة لمراكش، حيث تروم تحسين ظروف عيش الساكنة، والنهوض بالإطار العمراني لهذه الحاضرة المتحفية، والحفاظ على إرثها التاريخي والمعماري، من خلال ترميم الدعامات الخشبية، ومعالجة التشوهات التي طالت الجدران، وترميم الأسقف الخشبية، وتكسية الأرضية، وتقويم أبواب الأحياء، ومعالجة مشاكل الربط بالشبكات التقنية، والارتقاء بالمشهد الحضري، وتحديث شبكة الكهرباء العمومية وغرس نباتات وأشجار للزينة تتلاءم مع طابع المدينة القديمة. وتعكس هذه المشاريع، التي تشكل جزءا من برنامج "مراكش.. الحاضرة المتجددة"، الاهتمام الخاص الذي يوليه جلالة الملك محمد السادس لصيانة وضمان استدامة الموروث التاريخي الوطني، وعزم جلالته الراسخ على تعزيز تموقع المدينة الحمراء كوجهة سياحية لا محيد عنها بالمغرب. وتنسجم هذه المشاريع مع مخطط تنمية المدينة الحمراء "مراكش.. الحاضرة المتجددة"، الذي يروم إيجاد شروط تنمية متناغمة ومستدامة، من خلال تحسين ظروف عيش الساكنة، وتعزيز الخدمات والبنيات التحتية الأساسية، وتكريس مكانة المدينة كوجهة سياحية.