وأثارت لوحات الفنانة الراحلة الكثير من التلاميذ وزوار المعرض الذين يتحدثون عن اسمها بشغف يوم افتتاح المعرض. إلى جانب أعمال الشعيبية انتصبت لوحات فنانين اعتبروا روادا في الساحة الفنية المغربية، ويتعلق الأمر بمحمد قاسمي (1942-2003)، ومحمد نبيلي (1952-2012) ومحمد شعبة (1935-2013)، وميلود الأبيض (1939-2008)، ومريم مزيان (1930-2009)، والجيلالي الغرباوي (1930-1971)، وفاطمة حسن الفروج (1945-2010)، وفريد بلكاهية (1934-2014)، وعزيز أبوعلي (1938- 1993)، وأمين الدمناتي (1942-1971)، وأحمد الورديغي (1928-1974)، وأحمد الشرقاوي (1934-1967)، وعباس صالادي (1950-1992)، ومحمد الإدريسي (1946-2003). وأوضحت غيثة التريكي، المسؤولة عن قطب الفن والثقافة التابع للمؤسسة، أن هذا المعرض الممتد إلى غاية 15 أكتوبر الجاري هو فرصة متاحة أمام الطاقات الواعدة لتنمية ملكاتها الفكرية والابداعية ولمساعدتها، عبر دورات تحسيسية وتكوينية في مجالي التعبير النظري والتطبيقي، على إبراز مؤهلاتها بالاعتماد على وسائل الاتصال السمعي البصري. وأضافت أن هذه الوسائل ستوضع رهن اشارة نحو 100 تلميذ وتلميذة تتراوح أعمارهم بين 12 و16 سنة من مختلف المؤسسات التعليمية بالقطاع العمومي، بتنسيق مع الاكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة الدارالبيضاء الكبرى، من خلال تكوينهم على مدى ثلاث سنوات متتالية بمعدل مرة في الاسبوع لاكتساب التجربة والانفتاح على الفن والثقافة المغربية والدولية واذكاء روح المواطنة الحقة. وستتوج الدفعة الأولى التي تستكمل هذه السنة سنتها الثالثة مسارها بعرض لأفضل الاعمال الفنية التي ابتكرها التلاميذ طيلة مشوارهم الفني والتي ستحمل شعار "المواطنة والسلوك الحضري "، تماشيا مع الأهداف والتوجهات التي سطرتها مجموعة "التجاري وفا بنك". وبادرت مؤسسة التجاري وفا بنك منذ سنتين الى اشراك الأطفال من حوالي 11 نيابة بالجهة في المشهد التشكيلي لتنمية الذوق الفني لديهم، واستكشاف الطاقات التي يمكنها أن تسلك مستقبلا هذا المسار الإبداعي من بابه الواسع. جماليا، ارتبطت تجربة الراحلة التشكيلية الشعيبية، بالكثير من الكتابات النقدية لكتاب وكاتبات من أمريكا وأوروبا. في هذا السياق خصت الناقدة والمؤرخة الفنية أوزير غلاسيي، الفنانة الشعيبية بمقال رصين استعرضت من خلاله أهم المحطات التي ميزت مسار الشعيبية الإنساني والفني. الشعيبية الفنانة الوحيدة التي اكتسبت حب الجمهور، ومن أجل رد الاعتبار لهذه القامة الفنية المتفردة في زمانها، نذكر فيلمها الذي اعتبر بشهادة الجميع من الأفلام التسجيلية الروائية الذي خلف صدى إيجابيا في المقالات الصحفية والنقدية بالخليج العربي، ولندن. وقال نقاد إن تناول السيرة الذاتية للمبدعين في السينما أمر بالغ الصعوبة، لما يقتضيه من دقة في تصوير تفاصيل حياتية هي بالأساس شحنة هؤلاء المبدعين، التي أنتجوا من خلالها أعمالهم وتجاربهم الفنية، ومن الأعمال السيرية فيلم "الشعيبية"، وهو قصة حياة إحدى أشهر فنانات المغرب التشكيليات في القرن الماضي، وتؤدّي دور البطولة فيه الفنانة المغربية السعدية أزكون، وهو من إخراج المغربي يوسف بريطل. يشكل فيلم "الشعيبية: فلاحة الألوان"، وهو من إخراج المخرج المغربي يوسف بريطل، الأول من نوعه من حيث الاهتمام بالسيرة الذاتية لفنانة تشكيلية مغربية بلغ صيتها العالم، واختلف حول عطائها الناس والمختصون، فهي المرأة الأمية التي تعلمت التشكيل بطريقة عصامية، واكتشفت التعبير بالألوان بالحدس، فانتمت لما يوصف بالفن الخام، ونالت أرفع الأوسمة والجوائز بالنظر إلى عرض لوحاتها بالقرب من كبار التشكيليين العالميين من أمثال بيكاسو وموديكلياني وخوان ميرو وغيرهم.