وكان أعضاء المجلس الوطني، البالغ عددهم أزيد من 500 عضو، انتخبوا بالإجماع إلياس العماري أمينا عاما للحزب، خلفا لمصطفى الباكوري، المنتهية ولايته، الذي أعلن انسحابه أمام أعضاء المجلس، متمنيا للأمين العام الجديد حظا سعيدا. كما انتخب أعضاء المجلس الوطني قبل ذلك فاطمة الزهراء المنصوري رئيسة للمجلس الوطني، خلفا لحكيم بنشماش، بعد انسحاب منافسها الوحيد، عبد اللطيف وهبي. في هذا السياق، قالت المنصوري إنها ستنكب على استكمال هياكل المجلس الوطني طبقا للنظام الداخلي لتفعيل جميع اللجان داخل المجلس، وفتح نقاشات داخلية لاستكمال مشروع الأصالة والمعاصرة. من جانبه، قال إلياس العماري، الأمين العام الجديد للحزب، في كلمة بعد انتخابه، "نحن ضد الهيمنة، وسنشتغل على أساس احتلال الموقع الذي نستحقه خلال الاستحقاقات المقبلة، وسنعمل بمعية الشركاء الذين يقاسموننا حب الوطن والدفاع عن مصلحة المواطنين". وأضاف العماري "يجمعنا وطن واحد، وتجمعنا مصلحة الوطن، ونحتكم إلى القوانين التي توافقنا عليها في هذا البلد". وأكد أن "البام لم يقل يوما عن حزب مغربي يشتغل في إطار القانون إنه خط أحمر، وخطنا الأحمر هو أعداء المسلمين وأعداء الوطن"، معتبرا أن "الدين مشترك لدى جميع المغاربة، وحذرنا دوما من خوصصته". وبعد أن أعلن الأصالة والمعاصرة أن لديه التزاما سياسيا، ويجمعه المشروع الذي توافقت حوله كل مكونات الحزب، شدد العماري على أن تحقيق نتائج جيدة في محطة الاستحقاقات تعني احترام ذكاء المغاربة. وقال إن "كل حزب تهمه النتيجة الانتخابية، وحزب الأصالة والمعاصرة تهمه نتيجة الاستحقاقات المقبلة أيضا، سنشتغل على أساس احتلال الموقع الذي نستحقه، وسنشارك مع الشركاء الذين نتقاطع معهم فكريا، من أجل المساهمة في بناء وتطوير هذا البلد، مع الاحترام التام لمن نختلف معهم". وأعلن أن التحديات المطروحة على الحزب لا ترتبط فقط بالانتخابات التشريعية المقبلة، بل أيضا بالقضايا الاجتماعية كالتعليم والبطالة، كقضايا مشتركة بين كل التعبيرات. يشار إلى أن المؤتمر الثالث لحزب الأصالة والمعاصرة انعقد أيام 22 و23 و24 يناير الجاري ببوزنيقة، بمشاركة حوالي 3500 مؤتمر ومؤتمرة، بشعار "مغرب الجهات: انخراط واع ومسؤول".