ورغم أن الناخب الوطني، امحمد فاخر، أقدم على مجموعة من التغييرات، مقارنة بالتشكيلة التي خاضت المباراة الأولى أمام منتخب الغابون (0-0)، إلا أن أداء العناصر الوطنية لم يرق إلى ما كان منتظرا، وبالتالي غابت الفعالية، خصوصا عن خط الهجوم. ودفع فاخر بكل من المهاجم مراد باتنة، ولاعبي خط الوسط عصام الراقي وأحمد جحوح، على حساب عبد السلام بنجلون، ومروان سعدان، وعبد الإله الحافظي، الذين شاركوا كأساسيين في المباراة الأولى، وهي اختيارات لم تكن موفقة، بحكم أن المنتخب الوطني لعب دون قلب هجوم صريح، لأن عبد العظيم خضروف، الذي اختاره الناخب الوطني للقيام بهذه المهمة، عجز عن تشكيل خطورة حقيقيه على مرمى المنتخب الإيفواري، اللهم في محاولة واحدة، بعد تمريرة متقنة من باتنة، غير أن محاولته بالكعب وجدت الحارس الإيفواري في المكان المناسب. بالمقابل، وبخلاف المباراة الأولى التي خسرتها أمام منتخب البلد المضيف، رواندا، ظهرت العناصر الإيفوارية بصورة مميزة، خصوصا في خط الوسط والدفاع، ويبدو أن المدرب الفرنسي دوسيي درس جيدا أسلوب لعب المنتخب المغربي، وبالتالي أعد الأسلوب المناسب للحد من خطورته، من خلال ملء وسط الميدان، وإحكام مراقبة اللاعب عبد الصمد لمباركي، منسق اللعب، والذي فاز بلقب أفضل لاعب في المباراة الأولى ضد الغابون. ورغم أن فاخر حاول تدارك الموقف في الشوط الثاني، عندما أشرك كلا من عبد الغني معاوي وعبد الإله الحافظي ومحمد أوناجم، لإعطاء قوة أكبر لخط الهجوم، إلا أن الفعالية غابت بشكل كلي، باستثناء بعض محاولات معدودة على رؤوس الأصابع، منها تسديدة من ضربة ثابتة لمراد باتنة، ارتطمت بالعارضة. وبعد هذه الهزيمة، تقلصت كثيرا حظوظ المنتخب المغربي في بلوغ دور ربع النهائي، وهو الذي رشحه كثيرون للتأهل لهذا الدور، علما أن منتخب رواندا، الفائز في المباراة الثانية على حساب الغابون (2-1)، ضمن رسميا بلوغ الربع، ومما لا شك فيه أنه سيسعى لتأكيد قوته في المباراة الثالثة أمام المغرب، حتى يبقى بمدينة كيغالي. وبالمقابل، استعاد الإيفواريون حظوظهم في التأهل للدور الموالي، بعدما خسروا المباراة الأولى (0-1)، وتنتظرهم مباراة أخيرة أمام الغابون، هذا الأخير الذي اقترب كثيرا من توديع البطولة، إذ سيكون أمامه حل وحيد ويتمثل في كسب المباراة الأخيرة، وانتظار ما ستسفر عنه مباراة رواندا والمغرب.