ورغم تداعيات المرض وبعده عن أسرته، استطاع زكرياء التغلب على كل الصعاب بإرادة من حديد، في الوقت الذي تواكب الأطر الطبية المشرفة على علاج زكرياء طموحه في اجتياز الامتحانات الموحدة، بتوفير جميع الظروف ليجتاز التلميذ امتحانه في ظروف جيدة بتضافر جهود المستشفى الجامعي، والأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة مراكشآسفي، والمؤسسة التي يدرس بها التلميذ، بالإضافة إلى جمعية "أسرة التعليم للتنمية المستدامة ومحاربة الهدر المدرسي"، التي برمجت دروس دعم وتقوية لفائدة التلميذ. وأكد والد زكرياء، في تصريح ل"المغربية"، أن ابنه عبر بإصرار كبير عن رغبته في اجتياز الامتحان الموحد للسنة التاسعة إعدادي، الذي انطلق أمس الثلاثاء، مشيرا الى أن المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس، بشراكة مع الاكاديمية الجهوية للتربية والتعليم بجهة مراكشآسفي، عملا على تلبية هذا الطلب لزكرياء كي يحقق حلمه، وخصص له مركز بمركز الأنكولوجيا التابع للمركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس الذي يتلقى به العلاج منذ إصابته بالمرض. وتعد هذه البادرة الأولى من نوعها التي تستحق التنويه في أبعادها الإنسانية، وأهدافها النبيلة وتحد لمرض السرطان وتجاوز أي عائق بإمكانه إطفاء الرغبة في التعليم والحلم بغد أفضل. وحسب المسؤولين بالمركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس، فإن المركز سبق أن أطلق مشروع "المدرسة في المستشفى"، بشراكة مع جمعية "أسرة التعليم للتنمية المستدامة ومحاربة الهدر المدرسي"، وتحت إشراف الأكاديمية الجهوية للتعليم مراكش-أسفي، لتمكين الأطفال المرضى من متابعة مشوارهم الدراسي طيلة فترة استشفائهم بالمركز، عملا بما تقتضيه مذكرة تكييف الامتحانات الصادرة من طرف الأكاديمية، وما تنص عليه من إعمال المرونة اللازمة لتمكين ذوي الاحتياجات الخاصة من اجتياز الاختبارات الإشهادية في ظروف تتناسب وحالاتهم.