بنما (و م ع) - وقع المغرب وبنما، أول أمس الثلاثاء، ببنما سيتي، ثلاث اتفاقيات شراكة وتعاون تشمل مجالات الموانئ والنقل البحري واللوجيستيك، والتكوين الدبلوماسي الأكاديمي، والثقافة. ويأتي توقيع هذه الاتفاقيات لتجسيد الإرادة التي تحدو البلدين لتعزيز التقارب وتمتين علاقات التعاون، والتي توجت بالزيارة الرسمية لوزير الشؤون الخارجية والتعاون، صلاح الدين مزوار، رفقة وفد مغربي مهم إلى جمهورية بنما. ويهم الاتفاق الأول، الذي وقعه مزوار ونائبة رئيس الجمهورية البنمية ووزيرة الخارجية، إيزابيل دي سان مالو دي ألفارادو، إرساء تعاون مؤسساتي في مجال تكوين الدبلوماسيين، بهدف تقوية علاقات التعاون بين "البلدين الصديقين"، من خلال إرساء أسس التبادل والتعاون المؤسساتي والأكاديمي بين الأكاديمية المغربية للدراسات الدبلوماسية والأكاديمية الدبلوماسية، إيرنيستو كاستييرو بيمينتل ببنما. ويروم هذا الاتفاق وضع برنامج فعال لتبادل المعلومات بخصوص الدراسات ذات الصلة، وتنظيم الندوات، وتعزيز المشاورات بهدف تسهيل تبادل الأساتذة والمحاضرين والخبراء والمحققين والموظفين الجدد بالمصالح الدبلوماسية، وكذا تنظيم ندوات ودورات تكوينية بالرباط وبنما حول العلاقات الثنائية والمواضيع ذات الأولوية في الأجندة المتعددة الأطراف، سواء في الواقع أو عبر الوسائط الافتراضية. كما وقع الوزيران اتفاق تعاون ثقافي للتعريف بالمؤهلات الثقافية لكل بلد لدى مواطني البلد الآخر، من خلال تنظيم ندوات وسهرات ومعارض وعروض مسرحية وسينمائية ذات طابع تربوي، وتبادل برامج إذاعية وتلفزيونية، وتعزيز برامج دراسة لغات وتاريخ وأدب كل بلد. وتسعى هذه الاتفاقية إلى إرساء جسور تعاون يساهم في تعزيز التعارف والاطلاع على ثقافات البلدين من خلال تبادل الوسائط المعرفية كالكتب والمنشورات والأفلام، وتبادل البرامج الإذاعية والتلفزيونية، وتعزيز التعاون بين المتاحف والمكتبات والمؤسسات الثقافية. ويهم الاتفاق الثالث، الذي وقعه كل من رئيس مجلس رقابة الوكالة الخاصة طنجة المتوسط، فؤاد البريني، والكاتب العام للمنطقة الحرة لكولون ببنما لويس ساينز، الاستفادة من المؤهلات التي تتوفر عليها منصة المناطق الحرة لطنجة المتوسط والمنطقة الحرة لكولون لتوحيد الجهود من أجل توفير أرضية تمكن الشركات المستقرة بالمنطقتين من تغطية جغرافية أكثر تنافسية، تشمل مختلف بلدان القارات الأمريكية والأوروبية والإفريقية. ويلتزم الطرفان، بموجب الاتفاقية، بالتعريف بمؤهلات المنطقتين لدى الفاعلين الاقتصاديين بالبلدين، وتشجيع تبادل المواقع الموجهة للاستعمال اللوجستيكي، وكذا تبادل استقرار الشركات والفاعلين في القطاع اللوجستيكي الراغبين في توسيع نشاطهم بالمنطقتين الحرتين. كما ستساهم الاتفاقية في توفير الأرضية الضرورية لتعزيز علاقات التعاون، خاصة على المستوى الصناعي، والمبادلات التجارية بين مختلف الشركات المستقرة في المنطقة الحرة لكولون، أو المناطق الحرة التابعة لطنجة المتوسط. ويسعى الطرفان إلى استغلال مؤهلات التكامل المتوفرة بين الجانبين من خلال وجود شبكة مينائية مهمة ومناطق حرة قادرة على استقطاب الاستثمارات، من أجل ضمان انتشار الشركات المستقرة بهما على المستوى الدولي، من خلال تسهيل التجارة والعمليات اللوجستيكية الخاصة بالتصدير والاستيراد. وستشكل منصة "المناطق الحرة لطنجة المتوسط" بوابة للشركات البنمية لولوج الأسواق الأوروبية والإفريقية، فيما تعتبر "المنطقة الحرة لكولون" بوابة للشركات المستقرة بطنجة لولوج أسواق أمريكا اللاتينية والكاريبي. يشار إلى أن منصة "المناطق الحرة طنجة المتوسط" وقعت، في نونبر الماضي، على اتفاقية للتعاون والشراكة مع جمعية المناطق الحرة بأمريكا، التي تضم حوالي 400 منطقة حرة بأمريكا الجنوبية، وتروم تعزيز العلاقات بين المناطق الحرة الإفريقية ونظيرتها الأمريكية، وتطوير فرص الأعمال بين الجانبين. حضر حفل توقيع الاتفاقيات، على الخصوص، وزير التجارة البنمي، أوغوستو أروسيمينا، ومدير الوكالة المغربية للتعاون الدولي، عبد الرحيم القدميري، وسفير المغرب ببنما المقيم في كولومبيا، نور الدين خليفة، وعدد من الدبلوماسيين البنميين والمغاربة.