نقلت وكالة الأنباء السعودية عن المتحدث باسم التحالف الذي تقوده المملكة قوله إنه تم اعتراض الصاروخ الذي أطلق في وقت متأخر من ليل الاثنين باتجاه مدينة جازان. ونقلت وكالة سبأ للأنباء التي يستولي عليها الحوثيون قالت نقلا عن المتحدث باسم الجماعة المتمردة، المدعو شرف لقمان قوله إن الصاروخ الذي كان موجها إلى مجمع تابع لشركة النفط السعودية ارامكو في جازان أصاب هدفه بدقة. إلى ذلك تواصل خرق وقف إطلاق النار من قبل الحوثيين والقوات الموالية للمخلوع صالح، في محاولة من المتمردين جعل الحرب في اليمن ما يشبه المستنقع لدول التحالف العربي بقيادة السعودية والتي بدأت في مارس بالتدخل عسكريا لدعم الرئيس الشرعي عبد ربه منصور هادي. من جهة أخرى، قالت مصادر قبلية إن القوات الموالية للحكومة اليمنية شقت طريقها إلى محافظة صنعاء، أمس الاثنين، لتصبح عند أقرب مسافة من المدينة منذ أن استولى عليها مقاتلو الحوثي في شتنبر 2014. وقال مصدر قبلي "قوات (الرئيس عبد ربه منصور) هادي سيطرت على جبلين في منطقة نهم في محافظة صنعاء." وتقع المنطقة على بعد 60 كيلومترا شمال شرقي صنعاء. من جهتها استغلت الجماعات الإرهابية، لا سيما تنظيمي القاعدة و"الدولة الإسلامية" (داعش)، هذا الوضع لتعزيز تواجدها ونفوذها في مناطق عدة، لا سيما في مدينة عدن (جنوب)، ثاني كبرى مدن البلاد. وبحسب الرئاسة اليمنية، كان متوقعا أن يبدأ تنفيذ وقف لأطلاق النار عشية بدء المحادثات، ويستمر سبعة أيام في حال التزام الطرفين به. وتبدو الهدنة اقصى ما يمكن أن يؤمل به حاليا في ظل النزاع الدامي بين الحوثيين وحلفائهم من القوات الموالية للمخلوع علي عبدالله صالح، والقوات الموالية للرئيس المنتخب عبد ربه منصور هادي. وأدى النزاع إلى مقتل قرابة ستة آلاف شخص وإصابة نحو 28 ألفا، بحسب الأممالمتحدة، إضافة إلى تأثيره على الأوضاع الإنسانية والمعيشية لنحو 80 في المائة من السكان الذين يقدر عددهم بقرابة 26 مليون نسمة. وسيطر الحوثيون، وهم من المذهب الزيدي، على مساحات من اليمن بدءا من يوليوز 2014 انطلاقا من معقلهم في محافظة صعدة بشمال البلاد. وتقدم الحوثيون تباعا ليسيطروا على صنعاءومحافظات في الشمال الغربي والغرب والوسط، ووصلوا إلى بعض محافظاتالجنوب. وتمكنت قوات هادي بدعم جوي وميداني من التحالف، من طرد الحوثيين من عدن في يوليوز، واستعادة أربع محافظاتجنوبية أخرى. وكان هادي أعلن عدن عاصمة موقتة بعد فترة من سيطرة الحوثيين على صنعاء، وعاد الرئيس اليمني إلى عدن منتصف نونبر. وفشلت محاولتان سابقتان للأمم المتحدة في جمع طرفي النزاع في الأشهر الماضية. كما لم يتم احترام أكثر من إعلان لوقف إطلاق النار، لا سيما في ماي ويوليوز. إلا أن تواصل القتال من دون أفق أو ترجيح كفة، خصوصا في محافظة تعز بجنوب غرب البلاد، وتنامي نفوذ الجهاديين الذين تبنوا هجمات عدة لا سيما في عدن في أكتوبر ودجنبر، ساهم في إقناع المتحاربين بالعودة إلى طاولة المفاوضات، بحسب محللين. وأعلن مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد أن هذه المباحثات تسعى للتوصل إلى "وقف دائم وشامل لإطلاق النار، وتحسين الوضع الإنساني والعودة إلى انتقال سياسي سلمي ومنظم".