أفاد المرصد بمقتل 15 عنصرا على الأقل من الفصائل الإسلامية وجبهة النصرة (ذراع تنظيم القاعدة في سوريا) أول أمس الأحد في اشتباكات مستمرة منذ أيام عدة في ريف أعزاز في شمال محافظة حلب. وأحصى المرصد كذلك مقتل ثمانية من مقاتلي "قوات سوريا الديمقراطية" وهي عبارة عن تحالف يجمع فصائل كردية وعربية أعلنت توحيد جهودها العسكرية الشهر الماضي، وعلى رأسها وحدات حماية الشعب الكردية. وأوضح الناشط والصحافي الكردي أرين شيخموس لوكالة فرانس برس أن الاشتباكات بدأت الخميس في محيط بلدة أعزاز إثر هجوم لجبهة النصرة وحلفائها، بينهم حركة أحرار الشام، على "نقاط لجيش الثوار"، إحدى الفصائل العربية المتحالفة مع الأكراد ضمن "قوات سوريا الديمقراطية". واندلعت بعد ذلك اشتباكات بين الطرفين، إلا أن "استهداف جبهة النصرة وحلفائها الجهاديين لقرى في محيط عفرين، استدعى تدخل وحدات الحماية الكردية وباقي فصائل قوات سوريا الديمقراطية"، وفق شيخموس. وردا على ذلك، استهدفت الفصائل الإسلامية حي الشيخ مقصود ذات الغالبية الكردية في مدينة حلب. إلى ذلك، أفاد المرصد السوري بأن جبهة النصرة أعدمت، أول أمس الأحد، بقطع الرأس شخصين بتهمة "التعامل مع جيش الثوار". وطالما كانت العلاقة بين الأكراد والفصائل المقاتلة، خصوصا الإسلامية المتطرفة منها، متوترة. ولم يقاتل الأكراد قوات النظام السوري طوال سنوات النزاع، بل تصاعد نفوذهم بعدما ظلوا لعقود مهمشين مقابل تقلص سلطة النظام الذي انسحبت قواته تدريجيا من المناطق ذات الغالبية الكردية مع اتساع رقعة النزاع في العام 2012. وأعلن الأكراد في العام 2013 إقامة إدارة ذاتية في مناطقهم. ظهرت وحدات حماية الشعب الكردية إلى العلن وحملت السلاح للدفاع عن مناطق الأكراد في مواجهة الفصائل المقاتلة وتنظيم الدولة الإسلامية. وشكل تصاعد نفوذ الوحدات، التي تعد الجناح المسلح لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، مصدر قلق رئيسي لتركيا التي تعتبر هذا الحزب فرعا لحزب العمال الكردستاني وتخشى إقامة حكم ذاتي على حدودها. وأثبتت وحدات حماية الشعب أنها القوة الأكثر فاعلية في التصدي لتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، وأعلنت في أكتوبر عن تحالف "قوات سوريا الديمقراطية" الذي ضم فصائل متنوعة كردية وعربية ومسيحية لمواجهة التنظيم المتطرف. ونجحت قوات سوريا الديمقراطية، المدعومة من الولاياتالمتحدة، في استعادة حوالي 1400 كيلومتر مربع من تنظيم الدولة الإسلامية في محافظة الحسكة في شمال شرق البلاد. من جهة أخرى، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس الاثنين، عن مقتل أكثر من 1500 شخص في سوريا، ثلثهم من المدنيين، جراء الغارات التي تشنها موسكو في سوريا منذ بدء حملتها الجوية في 30 شتنبر الماضي. وأفاد المرصد في بريد إلكتروني عن مقتل "1502 مواطن مدني ومقاتل وعنصر في آلاف الضربات الجوية التي استهدفت محافظات سورية عدة، منذ بدء الضربات الروسية في 30 شتنبر الماضي وحتى فجر أمس". ويتوزع القتلى وفق المرصد، بين "485 مدنيا ضمنهم 117 طفلا دون سن 18، و74 مواطنة" بالإضافة إلى "419 عنصرا من تنظيم الدولة الإسلامية و598 مقاتلا من الفصائل المقاتلة والإسلامية وجبهة النصرة (ذراع تنظيم القاعدة في سوريا)". وتنفذ موسكو منذ شهرين غارات جوية في سوريا تقول إنها تستهدف تنظيم الدولة الإسلامية و"مجموعات إرهابية أخرى". وتتهمهما دول الغرب ومجموعات المعارضة باستهداف الفصائل المقاتلة أكثر من تركيزها على الجهاديين. وتنفي موسكو التقارير عن مقتل مدنيين جراء ضرباتها الجوية التي تطال محافظات سورية عدة، حيث تساند الجيش السوري في عملياته البرية ضد الفصائل المقاتلة والإسلامية والجهاديين. وتعد روسيا حليفا رئيسيا لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، وقدمت له دعما دبلوماسيا في مجلس الأمن واقتصاديا منذ بدء النزاع الذي تشهده سوريا منذ مارس 2011، وتسبب بمقتل أكثر من 250 ألف شخص، وبتدمير هائل في البنى التحتية ونزوح أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.