قال سعيد الإبراهيمي، مدير عام القطب المالي للدارالبيضاء إن "الأزمة الصحية المرتبطة بفيروس كورونا المستجد استطاعت خلال أشهر قليلة أن تُسفر عن تغييرات كانت لتأخذ في سياق آخر سنوات في الطريقة التي تعمل بها الشركات في كل المجالات". وأضاف الإبراهيمي، خلال لقاء نظم عن بعد بشراكة مع "بوسطون كونسيلتينغ غروب" تم خلاله تسليط الضوء على التحديات والفرص التي تنطوي عليها الرقمنة في إفريقيا، بعد تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، أنه "على اعتبار أن القطب المالي للدارالبيضاء يعد مركزا ماليا إفريقيا رائدا، نحن على اقتناع تام أننا نضفي دورا مهما في خلق بيئة مواتية للأعمال وتمكين خلق القيمة من خلال تشجيع الإبداع المتطور". بدوره، قال باتريك دوبو، رئيس ومدير تنفيذي ببوسطون كونسيلتينغ غروب أفريكا، "كشفت الأبحاث التي قمنا بها أن التحول الرقمي يحدث بشكل أسرع في إفريقيا مقارنة بأي منطقة أخرى من العالم. وهذا التحول من شأنه أن يخلق فرصا مثيرة للمستهلكين والشركات على حد سواء، بما في ذلك الفرصة لتجاوز التكنولوجيات القديمة ورسم مسار إفريقي فريد. والواقع أن التبني السريع للأموال المحمولة ليس أكثر من مثال واحد للكيفية التي يوشك بها التطور الرقمي على تحسين مستوى الحياة وضمان معيشة أفضل". وكشف الشريكان خلال اللقاء الرقمي عن الطبعة السادسة من سلسلة تقارير "القطب المالي للدارالبيضاء رؤى إفريقيا"، تحت عنوان "الارتقاء إلى التحدي الرقمي في إفريقيا"، وهو التقرير الذي يركز على الفرص المتاحة لإفريقيا القادرة على الصمود في وجه التحديات. وجاء في اللقاء أنه من ناحية تبني التكنولوجيا الرقمية ونضجها، يُعد التصدي المرتبط بالتحدي الرقمي في إفريقيا، متأخراً، مقارنة مع مناطق أخرى.هذه الوضعية يُمكن تفسيرها بناء على عدة أسباب، منها البنى التحتية التي تحتاج إلى تطور أكثر في مجال الاتصال، وغياب الثقة في مقدمي الخدمات الرقمية، فضلا عن نقص المواهب الرقمية. وأضاف المتدخلون أنه لا شك أن هناك رغبة قوية للعمل على اللحاق ببقية العالم، وهناك العديد من الأسباب التي تدفع إلى التفاؤل، وعلى سبيل المثال، فالاعتماد على التكنولوجيا، والبنى التحتية الأساسية، تُعد الأسرع في إفريقيا مقارنة مع بعض المناطق الأخرى، الأمر الذي يمنح القارة الفرصة لتجاوز بعض التكنولوجيات معينة. وأشار المتدخلون إلى أن تقارير دولية أظهرت أن الأزمة الصحية المرتبطة بتفشي فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19" ساهمت في تعجيل اعتماد المستهلكين على الرقمنة، وشهدت الشركات أيضا تحولا رقميا ملحوظا. وبغية تحقيق النجاح المرجو خلال المستقبل، يتعين على الشركات والحكومات أن تنسق على ثلاث مستويات.