خلف القرار الحكومي الصادر، مساء الاثنين، والقاضي بتحديد موعد إغلاق المقاهي والإغلاق التام للمطاعم، لمدة ثلاثة أسابيع، ابتداء من مساء أمس الأربعاء، حالة من الاستياء العميق في نفوس العاملين والمهنيين في القطاع السياحي بمدينة مراكش، بعد تزايد الحجوزات في المطاعم والمؤسسات الفندقية كل يوم مع اقتراب احتفالات نهاية السنة الميلادية. وفي الوقت الذي كان يسعى المراكشيون إلى العودة إلى حياتهم العادية والطبيعية ما قبل وباء كورونا، فوجئ أرباب المقاهي والمطاعم بإغلاق أبوابها أمام زبائن اعتادوا على تناول عشاء نهاية السنة الميلادية وسط أجواء احتفالية، وذلك تفاديا لتسجيل أي موجة جديدة من فيروس كورونا المستجد. وفي هذا الصدد، أوضح امبارك بن الديش رئيس جمعية أرباب المطاعم للمأكولات الخفيفة بساحة جامع الفناء، في اتصال ب "الصحراء المغربية" أن الساحة العالمية القلب النابض لمراكش تعيش بفضل السياحة التي تضررت بسبب تداعيات جائحة كورونا، غير أن الإجراءات الأخيرة المتخذة من قبل الحكومة تفاديا لانتشار عدى كورونا، من شأنها أن تزيد من استفحال الأزمة التي يمر بها أرباب المطاعم المتنقلة والقطاع السياحي بصفة عامة ومختلف المهن المرتبطة به منذ شهر مارس الماضي. وقال بن الديش في حديث ل "الصحراء المغربية"، إن الإغلاق التام للمطاعم خلال هذه الفترة من السنة التي يعول عليها اغلب المهنيين، من شأنه أن يخلق شللا غير مسبوق في اقتصاد المدينة و يعيق العودة الى الحياة الطبيعية التي يثوق لها سكان وزوار مدينة مراكش السياحية. ولم يخف أرباب المطاعم المتنقلة بساحة جامع الفناء، تذمرهم واستيائهم من هذا القرار الذي سيزيد من تأزيم أوضاعهم التي تضررت لأشهر بفعل جائحة "كوفيد 19"، سيما و أنهم كانوا يستبشرون خيرا باحتفالات نهاية السنة الميلادية لتجاوز حالة الركود وإنعاش مداخيلهم. من جانبهم أكد مجموعة من المهنيين والعاملين بالمجال السياحي بالمدينة الحمراء، أن عدد من السياح الأجانب والمغاربة قرروا إلغاء الحجوزات المسبقة داخل الفنادق المصنفة بسبب منع الاحتفالات بنهاية السنة الميلادية، كما ألغت الفنادق برامجها الخاصة بهذه الفترة من السنة بعد توصلها بالقرار المتعلق بمنع الاحتفالات. وبعد أن أكد أن مدينة مراكش تعيش أزمة حقيقة تضررت على إثرها مختلف القطاعات والمهن التي لها علاقة بالنشاط السياحي، اعتبر عبد المطلب نادل بمقهى المطاعم والمقاهي الأكثر تضررا إلى جانب العاملين وأسرهم بهذه المحلات، مشيرا إلى أن اغلب المطاعم كانت تعول على احتفالات نهاية السنة الميلادية لتقليل حجم الخسائر التي تكبدوها هذه السنة من فيروس كوفيد 19. وكانت الحكومة اتخذت مجموعة من الإجراءات، بناء على توصيات اللجنة العلمية والتقنية، لتعزيز إجراءات حالة الطوارئ الصحية والاستمرار في التقيد بالتدابير والإجراءات الضرورية للتصدي لفيروس كورونا، حيث فرضت حظر التجول ليلا لمدة ثلاثة أسابيع ابتداءا من الأربعاء 23 دجنبرالجاري، وذلك ما بين التاسعة ليلا إلى غاية السادسة صباحا، مع إغلاق المطاعم والمقاهي والمحلات التجارية مع الثامنة مساء، ومنع الحفلات والتجمعات العامة أو الخاصة، والإغلاق الكلي للمطاعم طيلة ثلاثة أسابيع بكل من مراكش، والدار البيضاء، وأكادير وطنجة.