أفادت مصادر طبية "الصحراء المغربية"، أن المتخصصين في الأوبئة والفيروسات في المغرب يتابعون عن كثب المعلومات العلمية الجديدة التي تهم التغييرات تفشي سلالة جديدة من فيروس كوفيد19، التي رصدتها منظمة الصحة العالمية في ثلاثة دول، في مقدمتها بريطانيا. وتحدثت المصادر عن توفر المغرب على الإمكانات التقنية والعلمية التي تسمح له بالتعرف على نوعية السلالات الجينية لكوفيد 19 المنتشرة محليا، سيما في مختبرات باستور، حيث يمكن تطويرها مع مختبرات شريكة له، من داخل وخارج المغرب، لفهم دينامية انتشار الفيروسات الوبائية وفهم كيفية تطور خطورتها وعواملها المرضية. ويأتي ذلك تبعا للدراسة المنجزة حول التسلسل الجينومي للسلالات المغربية لفيروس سارس كوف 2، التي أنجزها المختبر المرجعي الوطني لمعهد باستور المغرب في الدارالبيضاء، شهر يونيو الماضي، بتعاون مع نظيره في باريس، باستعمال تقنية NGS، همت حوالي 20 سلالة للفيروس المكتشفة في المغرب. وخلصت الدراسة المنجزة إلى أن الخصائص الجينية لسلالات "سارس COV2 المستوردة إلى المغرب، لها تسلسل جيني متجانس مع السلالات التي تم تداولها في البداية في بعض الدول الأوروبية، مثل فرنسا وايطاليا. و تبين أن جميع سلالات فيروس سارس COV2، موضوع الدراسة، تنتمي إلى المجموعة نفسها، مع تنوع جيني طفيف جدا. وذكرت المصادر أن خبراء منظمة الصحة العالمية يدرسون، حاليا، مستجدات الطفرة الجينية لكوفيد19 لرصد تأثيراتها، مع تأكيدهم لعدم تسجل أي تأثير لها على معدل الوفيات، حتى كتابة هذه الأسطر، بالاستناد إلى ما عبرت عنه سيلفي برياند، مديرة قسم الأوبئة في منظمة الصحة العالمية، تفيد المصادر. وأوضحت المصادر أن المجتمع العلمي يعتبر مستجدات الفيروس، ظاهرة علمية معتادة ومتوقع حدوثها، يجري مواكبتها بالدراسة داخل المختبرات لفهمها والتعرف على أثرها، من خلال التركيز على الخصائص الجديدة للطفرة المستجدة وتحديد مستواها ومدى خروجها عن التطور الطبيعي للفيروس لتحديد سبل الوقاية منها وعلاجها. وفي انتظار ما ستسفر عنه هذه الأبحاث العلمية والوبائية، شرعت مجموعة من الدول في اتخاذ التدابير الوقائية والاحترازية من وصول عدوى الفيروس بطفرته المتحولة فوق ترابها، في انتظار استكمال البحث والتوفر على معطيات وافية، ومنها إلغاء الرحلات الجوية، تضيف المصادر.