أدرجت الوكالة الوطنية للتأمين الصحي، اللقاح الرباعي الأمصال ضد الأنفلونزا الموسمية ضمن دليل الأدوية المعوض عنها، وذلك بعد عرضه على اللجان المختصة في هذا الشأن. وسيمكن هذا الإجراء من تيسير ولوج مؤمني ومستفيدي نظام التأمين الإجباري الأساسي عن المرض لهذا اللقاح، والمساهمة في الحد من انتشار الأنفلونزا الموسمية. وثمن الدكتور عبد الحفيظ ولعلو، اختصاصي في العلوم البيولوجية والوبائية، قرار إدراج اللقاح المضاد للأنفلوانزا الموسمية ضمن الأدوية المعوض عنها، معربا عن أمله في أن يتمكن كل المواطنين المحتاجين لهذا اللقاح أن يحصلوا عليه للحماية من هذا الفيروس. وذكر ولعلو أن وزارة الصحة اشترطت للحصول على هذا اللقاح أن يتوفر الشخص على وصفة طبية يسلم نسخة منها للصيدلي مع تسجيل اسمه وعنوانه ورقم بطاقته الوطنية في سجل مخصص لهذه الغاية، وذلك بهدف مراقبة عملية تصريف هذا اللقاح. وأضاف ولعلو في تصريح ل "الصحراء المغربية"، أن الصيادلة قلقون من كون كمية اللقاح التي ستوزع عليهم غير كافية موازاة مع احتياجات بلادنا، مضيفا " نتوقع أن يبلغ عدد المواطنين الذين سيتم تلقيحهم ضد الأنفلوانزا الموسمية حوالي 6 ملايين من بينهم الأشخاص المسنين فوق 65 والذين يعانون من أمراض مزمنة كالقلب والشرايين والربو وداء السكري والقصور الكلوي والسرطان والحوامل والأطفال دون 5 سنوات والعاملين في قطاع الصحة وغيرهم، "وهؤلاء مدعوون إلى أخذ هذا اللقاح من أجل تجنب الإصابة بالأنفلوانزا الموسمية في ظل وجود فيروس "كوفيد-19"". وأفاد ولعلو، أنه بحسب المعطيات المتوفرة، توصل المغرب بحوالي 600 ألف جرعة وهي تمثل 10 في المائة من الحاجيات من هذا اللقاح، "لأننا لا زلنا لا نصنعه وإنما نقتنيه من معهد باستور بفرنسا"، مشيرا إلى أن ثمنه حدد هذه السنة في 125 درهما مقابل 75 درهما السنة الماضية. وأوضح ولعلو، أن أعراض فيروس كورونا تتشابه إلى حد ما مع أعراض الأنفلوانزا الموسمية لأن هذه الفيروسات تنتمي إلى نفس العائلة وتخلق مشكلا للطبيب في التفريق بينهما، "وبالتالي نحن أمام وضعية ليست سهلة وسيصعب علاج مريض الأنفلوانزا الذي قد يصاب بفيروس "كوفيد-19"، لذا ينصح الأطباء المختصين في هذا المجال بأخذ لقاح الأنفلوانزا حتى إذا أصيب المريض بكورونا يكون محميا". وأردف قائلا " إن التلقيح يعد من الإجراءات الضرورية على الصعيد الدولي، وفي المغرب تمكنا من تغطية 95 في المائة بالنسبة لتلقيح الأطفال دون 5 سنوات، وهي من المكتسبات التي حققتها وزارة الصحة، حيث إنه خلال سنة 1986 نظمت حملة وطنية مهمة ساهم فيها جميع نساء ورجال القطاع الصحي أسفرت عن نتائج مهمة، و أصبح الأطفال محميون بفضل التلقيح ضد 6 أمراض معدية". وأضاف ولعلو، أن التلقيح يعد أحد الإجراءات الوقائية من الأمراض بما فيها الإنلفوانزا الموسمية، معربا عن أمله في أن يتم التوصل قريبا إلى لقاح ضد فيروس كوفيد 19 والخروج من هذه الجائحة بأقل الخسائر. وكانت وزارة الصحة قررت، في إطار الاستراتيجية الخاصة بالتلقيح ضد الأنفلونزا الموسمية 2020-2021، اعتماد لقاح ضد الأنفلونزا الموسمية الذي يحمي من 4 سلالات من الأنفلونزا، وذلك من أجل ضمان حماية أوسع من هذا الفيروس. وجاء هذا القرار في إطار التدابير الاستعجالية المتخذة لمواجهة الوضعية الصحية الاستثنائية التي تعيشها بلادنا منذ شهر مارس2020، جراء انتشار وباء كوفيد 19، وتزامنا مع موسم البرد وانتشار فيروس الأنفلونزا الموسمية.