تسارعت وتيرة تحول العشرات من مؤسسات التعليم العمومي والخصوصي في عدة مناطق وجهات إلى اعتماد نمط التعليم عن بعد، بسبب غزو فيروس كورونا لفضاءاتها على بعد أيام من انطلاق الموسم الدراسي. وأجبرت حالات الإصابة المسجلة في صفوف أطر إدارية أو تربوية أو تلاميذ إلى إغلاق المؤسسات التعليمية المعنية بتسجيل الحالات، وبالتالي التخلي عن اعتماد الدراسة الحضورية القائمة على التناوب، واللجوء إلى خيار النمط التربوي القائم عن بعد، حتى إشعار آخر. وهكذا، أعلنت المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي بسلا، أول أمس السبت، أنه تقرر بتنسيق مع السلطات الترابية والصحية، وحفاظا على سلامة المتعلمين، اعتماد النمط التربوي القائم على التعليم عن بعد، في 30 مؤسسة تعليمية عمومية وخصوصية، حتى إشعار آخر. وأوضحت المديرية، في بلاغ إخباري لها، أن القرار سيفعل ابتداء من اليوم الاثنين، وأن الأمر يشمل أيضا المؤسسات التعليمية المحددة في البلاغات السابقة للمديرية. بدورها، لم تكن المديرية الإقليمية لتاوريرت أحسن حالا من نظيرتها بسلا، فقد قررت بدورها، بتنسيق مع السلطات الترابية والصحية، إغلاق الثانوية التأهيلية يوسف بن تاشفين، لمدة 14 يوما، واعتماد نمط التعليم عن بعد، والأمر نفسه بالنسبة للوحدة المدرسية بني معلا التابعة لمجموعة مدارس اضرضار، وكذا استمرار إغلاق قسم بمدرسة النخيل، مع حجر منزلي لتلامذته، واستمرار الدراسة عن بعد لمدة 14 يوما. ويأتي هذا القرار، حسب المديرية، بعد تسجيل 5 حالات إصابة جديدة بفيروس كوفيد 19، ويتعلق الأمر بإصابة أستاذتين بالوحدة المدرسية بني معلا، وإصابة أستاذة بالوحدة المدرسية لكريمة التابعة لمجموعة مدارس اضرضار، وإصابة أستاذين بالثانوية الإعدادية يوسف بن تاشفين، مشيرة إلى أن التحاليل المخبرية للتلاميذ المخالطين من القسم الدراسي نفسه للتلميذ المصاب بمدرسة النخيل جاءت سلبية. وفي برشيد، سجلت المديرية الإقليمية، إصابة إطار إداري بالثانوية التأهيلية الجنرال الكتاني، وكذا إصابة إطار إداري آخر وأستاذ يعملان بالثانوية نفسها، وكانا من مخالطي المصاب الأول. وحسب بلاغ للمديرية، فإنه حرصا على ضمان صحة وسلامة جميع مرتادي المؤسسات التعليمية، تقرر على سبيل الاحتراز تبني نمط التعليم عن بعد بالثانوية المذكورة، وإغلاقها ابتداء من يوم الجمعة المنصرم. كما أعلنت المديرية الإقليمية بالناظور تسجيل حالة إصابة مؤكدة بفيروس كوفيد 19 بكل من الثانوية الإعدادية تاويمة، والثانوية الإعدادية محمد الزرقطون، والمدرسة الابتدائية أولاد بوطيب1، مشيرة إلى أن السلطات الترابية والمصالح الصحية قامت بالتدابير الفورية اللازمة. وأوضحت المديرية الإقليمية أن السلطات قررت على سبيل الاحتياط اعتماد نمط التعليم عن بعد ابتداء من يوم الجمعة المنصرم، بالثانويتين المذكورتين، وبقسم الخامس ابتدائي بالمدرسة الابتدائية. وأفادت المديرية، في بلاغ لها، أنها ستصدر بلاغا جديدا تعلن فيه عن تاريخ العودة إلى نمط التعليم الحضوري، وأن المؤسسات المعنية ستظل مفتوحة يوميا من أجل إنجاز حصص التعليم عن بعد، مشيرة إلى أن هذا القرار اتخذ بتنسيق مع السلطات الترابية، والمصالح الصحية، والأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الشرق. من جهتها، قررت المديرية الإقليمية بسيدي قاسم تعليق الدراسة الحضورية بثانوية النهضة الإعدادية ببلدية حد كورت، بتوصية من السلطات الترابية والصحية. وأوضحت المديرية أنه حفاظا على سلامة المتعلمات والمتعلمين، تقرر على سبيل الاحتراز ابتداء من يوم الجمعة اعتماد النمط التربوي القائم عن بعد بدل النمط التربوي القائم على التناوب، حتى إشعار آخر. وشددت المديرية الإقليمية على حرصها الشديد على تأمين الحق في توفير تمدرس يضمن تكافؤ الفرص بين جميع المتمدرسات والمتمدرسين في ظروف تراعي بالدرجة الأولى سلامتهم الصحية. وكانت لجنة اليقظة الإقليمية بالحاجب قررت بدورها إغلاق الثانوية التأهيلية ابن الخطيب بالمدينة لمدة 14 يوما ابتداء من يوم الخميس، على إثر ظهور حالتين إيجابيتين لمخالطين لإطار إداري مصاب بفيروس كورونا. وأوضح بلاغ للمديرية الإقليمية بالحاجب أن قرار الإغلاق يندرج في إطار العمل بمقتضيات المذكرة الوزارية 20/46 بتاريخ 15 شتنبر 2020 في شأن مسطرة تدبير حالات الإصابة بفيروس كوفيد 19 بالوسط المدرسي. كما يأتي القرار، تضيف المديرية، في إطار الحرص على صحة وسلامة الأطر الإدارية والتربوية والتلميذات والتلاميذ وكل مرتفقي المؤسسة، مشيرة إلى أنه ضمانا لتحقيق الاستمرارية البيداغوجية، تقرر اعتماد نمط التعليم عن بعد خلال الفترة المذكورة لفائدة التلاميذ عبر الوسائط التربوية الإعلامية والرقمية المخصصة لهذا الغرض.