في إطار مواصلة سلسلة الندوات التفاعلية المنظمة من طرف Injaz Solutions بشراكة مع مجموعة القرض العقاري والسياحي، تم تنظيم لقاء رابع، خصص لمناقشة موضوع "الهندسة والتعمير بعد كوفيد 19"، وتباحث جوانبه وحيثياته وانعكاساته. وتميز هذا الحدث، بمشاركة نخبة من الخبراء المغاربة والأجانب المرموقين، الذين استطاعوا مراكمة خبرة دقيقة في هذا المجال، حيث استعرض هؤلاء عددا من المسارات المنسجمة مع سياق التفكير في الاستراتيجيات المعتمدة بهذا الخصوص. ضمت لائحة المشاركين كلا من بدرية بنجلون، مديرة التعمير بوزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، وريكاردو بوفيل، مهندس حضري إسبانيا، ومنية ضياء لحلو، مديرة التنمية SADV-OCP ، وإدريس بنسودة - المدير الشريك ب TrackingData، ونينو ليونيداس، مهندس معماري من البرتغال، وطارق ولعلو، مهندس معماري حضري فرنسا المغرب، وأحمد الزيات، مهندس معماري DPLG المغرب، إضافة إلى جواد الزيات، رئيس إنجاز سولوشيينز. وفي هذا الإطار، تم استعراض دراسة همت 330 أسرة مقيمة في الدارالبيضاء. وعلى ضوء هذا الأخيرة، قدم إدريس بنسودة الموضوع من خلال التأكيد على أنه بعد الحجر الصحي، كان هناك انخفاض طفيف في نوايا الشراء، ولكن لا يزال مستواه كبيرًا بنسبة 30٪ مقابل 35٪ قبل الحجر الصحي. بالإضافة إلى ذلك، تبين أن هناك تغير على مستوى أولوية معايير الاختيار أيضا، حيث جاءت التوقعات حسب الدراسة، تتجسد في مساحة أكبر وأفضل تنظيمًا (24٪)، وانفتاح فضاءات السكن والتهوية (20٪). وعزل الصوت (9٪) والذي يظهر لأول مرة كمعيار للاختيار. ويستخلص من هذه الدراسة أيضا أن الحجر الصحي كان له تأثير على اختيار نوع السكن المرغوب فيه. وانتقل جزء من الطلب على الشقق إلى الفيلات. بدرية بنجلون انضمت في تدخلها إلى هذه الفكرة حيث صرحت قائلة "كان للحجر الصحي تأثير على أنماط الحياة، وطرق القيام بالأشياء، وعلى الاستخدام وحتى على تغيير الوظيفة ... لقد أثرت الأزمة الصحية على نمط سكننا. وسيؤثر أيضا على طريقة تخطيطنا". وتابع أحمد الزيات موضحا "سيتكفل المنعشون العقاريون والمهندسون المعماريون والأسواق بالسكن ... الموضوع هو: كيف سنصمم مدينة الغد؟ ما هي وثائق التعمير الجديدة؟". وأفادت منية لحلو مبرزة في هذا السياق "الأوبئة والتخطيط الحضري مترابطان للغاية". وأردفت قائلة "من خلال احترام مبادئ التنمية المستدامة في التهيئة الحضرية للمدن، فإننا نقلل من آثار الحجر الصحي في المستقبل. بالإضافة إلى ذلك، يجب الحرص على احترام المسافة الجسدية دون الوقوع في التباعد الاجتماعي". إضافة إلى ذلك، سلط نينو ليونيداس الضوء على "فقدان الفضاء" الذي نشهده اليوم، وهو يعتقد أنه يجب علينا العمل على هذا الجانب مع الاعتماد على الوسائل التكنولوجية التي لدينا اليوم. وأكد أنه الوباء سلط الضوء بلشبونة على اختلال التوازن في المدينة فهناك "وسط المدينة" مكان عمل من جهة، وجنباتها ومجالات السكن من جهة أخرى، مما يحتم الحاجة الهائلة للنقل وهو ما كان صعبا في مع كوفيد 19. وقال إنه يجب أن نستلهم نموذج المدن القديمة المتوازنة التي تقدم العمل والإقامة والترفيه في نفس المنطقة. ريكاردو بوفيل، المرجع العالمي في الميدان، انضم بدوره إلى هذه الفكرة من خلال أخذ مثال الصين، ليقول أن المغرب بتاريخه المعماري القوي يجب أن يخلق مدينة المستقبل أو تخطيطا مكانيا للمستقبل على هذا الأساس، وهذا باستخدام التكنولوجيا والعلوم. إن حالة مدينة بنجريرالجديدة هي فرصة حقيقية بهذا المعنى. بالإضافة إلى ذلك، أكد طارق ولعلو على هذه الرغبة الجديدة الناشئة، ويتعلق الأمر بالسكن في بيئة صحية. وقال "والواقع أن هذا الوباء سلط الضوء على وعي معين على نطاق عالمي. كما أبرز هذا الوباء من جانب آخر العودة الضرورية والقوية للدولة في التخطيط والتطوير الحضري. كما يحتم ويدعو إلى إعادة النظر وتطوير مراكز المدن الحضرية التي لم تحظ باهتمام كاف. في ختام هذا اللقاء، أفاد جواد الزيات قائلا "كوفيد 19 هو محفز مكن إظهار الاختلالات في المدينة ومساكننا وعدم التوافق بين العرض المتوقع والعرض الفعلي ... نحن بحاجة إلى المزيد من التوازن في مدننا، ومنح الفرصة للمهندسين المعماريين والفاعلين في مجال التهيئة الحضرية من أجل المزيد من الابتكار والإبداع".