فرحة عارمة عمت ساكنة مدينة الصويرة، خاصة الأطفال والشباب الذين اعتادوا ارتياد شاطئ المدينة في مثل هذا الشهر وحتى متم غشت من كل سنة، سيما أن هذا الفضاء يبقى متنفسهم الوحيد للاستجمام وممارسة الرياضات في غياب بنيات تحتية ترفيهية تستجيب لتطلعاتهم. حركة دؤوبة مشوبة بالحذر تلك التي عرفها منتزه شاطئ الصويرة صبيحة أول أمس الخميس، بعد إجراءات التخفيف الثانية التي أقرتها السلطات العمومية بخصوص ولوج فضاءات الشواطئ. ولاحظت "الصحراء المغربية" أطفالا وشبابا ونساء يتجولون بالشاطئ وآخرون على طول المنتزه في احترام للتدابير الاحترازية والوقائية كارتداء الكمامات والتباعد الآمن وعدم التجمهر. وفي تصريح ل"الصحراء المغربية"، أوضح معلم السباحة حسن عناني، أن فتح الشواطئ في وجه المصطافين لا يعني بتاتا التخلي على الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الجهات المسؤولة المختصة، وأن الواجب يحتم على المصطافين تطبيق التباعد الجسدي بينهم بستة أمتار، وولوج الشواطئ ابتداء من الثامنة صباحا ومغادرتها على الساعة السادسة مساء دون إغفال استعمال الكمامات الواقية. وأبرز الناشط الجمعوي جمال آيت علي، أن عودة ساكنة الصويرة لشاطئ المدينة، جاء نتيجة قرارات التخفيف الثانية وتصنيف المدينة ضمن المنطقة رقم 1، وقال إن الساكنة استبشرت خيرا بعودة الحركية لفضاءات الشواطئ المحلية بعد إغلاق دام زهاء ثلاثة شهور، وشدد آيت علي على أن تخفيف الحجر معناه الالتزام التام بالتدابير الاحترازية والوقائية التي أصدرتها السلطات العمومية لمواجهة فيروس "كورونا" المستجد، وكذا التحلي بروح الوطنية والمواطنة، مضيفا أن تخفيف الحجر الصحي لا يعني بتاتا الفوضى وتغليب المصلحة الشخصية على المصلحة العامة. وبنظرة تفاؤلية، اعتبرت عائشة البوطي، نادلة بمقهى بمحاذاة منتزه الصويرة، أن فتح الشواطئ قرار شجاع وجريء في زمن "كورونا"، قد يخفف من الضغط النفسي على الساكنة ويمكنها من الاستمتاع تدريجيا بفصل الصيف، وأضافت البوطي أن الساكنة كما الزوار من المنطقة رقم 1، يتحملون مسؤولية الحفاظ على مدينة الصويرة خالية من حالات الإصابة بفيروس "كوفيد 19"، وذلك بالعمل الجاد على احترام تعليمات السلطات العمومية والتقيد بالتدابير الوقائية. واستطردت قائلة إن الفيروس مازال يجول ويصول في كل البقاع ولم يتم القضاء عليه بعد، والابحاث مازالت متواصلة لإيجاد لقاح مناسب يجنب البشرية تداعياته الصادمة. وأبرزت البوطي أن الساكنة سعيدة بالعودة للشاطئ لكن بيقظة وحذر، ودعت السلطات الأمنية إلى تكثيف الدوريات ومراقبة مدى التزام المصطافين بالتعليمات، وجزر المخالفين تفاديا لوقوع ما لا تحمد عقباه بسبب طيش المستهترين بتطبيق ما صدر من تعليمات من السلطات المختصة. وعبرت الطفلة سيرين سامر، عن فرحتها بوجودها في شاطئ المدينة رفقة والدتها بعد أن قضت في البيت ثلاثة أشهر بسبب الحجر الصحي، وقالت إن الشاطئ هو المكان المفضل لديها لممارسة رياضة الجمباز في غياب قاعة مختصة في هذا النوع الرياضي بالمدينة، وطالبت سامر المصطافين باحترام التباعد الجسدي وارتداء الكمامات، ودعتهم للتمتع بمميزات شاطئ الصويرة والمحافظة على نظافته وجماله. وأضافت عائشة ساخي، والدة الطفلة سيرين، أن شاطئ الصويرة، يعتبر الفضاء الوحيد بالمدينة الذي ترتاده الساكنة المحلية للترويح عن النفس وممارسة الرياضات خاصة المشي والجري الخفيف والسباحة، كما يعد فضاء لالتقاء الأسر والمعارف، وقالت "إن عاداتنا تغيرت حاليا بسبب جائحة "كورونا"، وما علينا إلا التقيد المسؤول والصارم بتعليمات السلطات العمومية تجنبا للوقوع في الاسوأ خاصة وأن الفيروس مازال نشيطا ويتمدد ولا أحد يعلم متى تكون نهايته". يشار، إلى أن شاطئ الصويرة، عرف أخيرا مجموعة من الاجراءات التي اتخذتها الجهات المسؤولة لضمان أمن وسلامة المصطافين، والتي ستمكنهم لا محالة من قضاء فترة هذا الصيف في أجواء من المتعة والحبور رغم جائحة "كورونا" التي غيرت من السلوكيات والأولويات والمفاهيم.