كشف المكتب الوطني المغربي للسياحة عن نتائج دراسة همت معرفة الأوضاع النفسية للمغاربة جراء هذه الأزمة الصحية التي لم يسبق أن عاشوا مثلها، ومعرفة إلى أي حد أثرت الجائحة على سلوكهم المتعلق بالعطل والسفريات، خاصة بعد ثلاثة أشهر من الالتزام الصارم بتدابير الحجر الصحي التي فرضها المغرب من أجل الحد من تفشي فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، وعلى بُعد أيام قليلة من استئناف الحياة ما قبل الجائحة. وجاء في الدراسة أن مختلف الذين شملتهم الدراسة أجمعوا على أنهم سيختارون قضاء عطلة الصيف في المغرب، وأن السياحة الداخلية هذه السنة هي الأساس، وذلك لعدة عوامل منها "عدم الحصول على رؤية واضحة حول التنقل، والقيود الاقتصادية والصحية المرتبطة بفترة ما بعد رفع الحجر الصحي، ناهيك عن تحكيم الضمير اتجاه الوطن خلال هذه الفترة الاستثنائية". وأكد 70 في المائة من المستجوبين الذين شملتهم الدراسة أنهم يريدون السفر ما بين مدن المغرب، "حيث ينظر المواطنين إلى السفر باعتباره متنفسا لهم للتخلص من تبعات تأثير الحجر الصحي الذي دام لأسابيع طويلة". في المقابل، أكد 60 في المائة من المستجوبين أنهم يفضلون انتظار شهر إضافي قبل السفر "جهة الدارالبيضاءالسطات – طنجةتطوانالحسيمة- والفئة الاجتماعية والمهنية (أ) و(ب)"، لكن انتظار هذه المدة لا يعني التخلي عن السفر، بل إنهم متشبثون بفكرة الاستفادة من العطلة. من جهة أخرى، فإن الفئة الاجتماعية المهنية (C1)، والشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18 و24 سنة، والمواطنون البالغة أعمارهم أكثر من 65 سنة، بالإضافة إلى المواطنون المتحدون من جهة درعة تافيلالت وسكان الجنوب ينوون قضاء وقت أطول خلال السفر. وأضاف المكتب الوطني المغربي "يرغب شخص من أصل اثنين في السفر مع عائلته الصغيرة التي تضم في معظم الأحيان الزوجين والأطفال، خاصة المواطنون الذين تتراوح أعمارهم ما بين 33 و55 سنة، وسكان سوس ماسة وأيضا سكان الجنوب. وفيما يخص الفئة الاجتماعية المهنية (أ) و(ب)، والأشخاص الذي يفوق سنهم 55 سنة فهم يفضلون السفر مع زوجاتهم، على عكس الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم ما بين 25 و34 سنة الذين يفضلون السفر لوحدهم". وكشفت الدراسة ذاتها أن 36.5 في المائة من المستجوبين يعتزمون زيارة أسرتهم، في حين أن 29.1 في المائة يرغبون في الذهاب إلى البحر، بينما 26.6 في المائة يفضلون الطبيعة. ويتمركز عشاق البحر في "AB" وتتراوح أعمارهم ما بين 18 و34 سنة، ويتحدرون من جهة الدارالبيضاءسطات، وجهة فاسمكناس، فيما عشاق الطبيعة يتواجدون في (الفئة 1)، وتتراوح أعمارهم ما بين 55 و64 سنة، وهم من سكان جهة طنجةتطوانالحسيمة. ويرى 57 في المائة من المستجوبين أنه من أجل تشجيع المغاربة على السفر داخل المغرب لا بد من تقديم إجراءات تحفيزية مثل عروض ترويجية تتناسب مع متطلباتهم، فيما أكد 55 في المائة ممن شملتهم الدراسة على ضرورة تطبيق إجراءات وتدابير السلامة الصحية بشكل صارم داخل المنشآت السياحية. وبناء على كل ما سبق، أتاح المكتب الوطني المغربي للسياحة نتائج الدراسة لجميع المشغلين في المجال السياحي، بغية أن تكون بين أيديهم أداة تسويق حقيقية ورؤية أكثر وضوحا حول ما يرغب فيه المسافرون المغاربة، وهو ما سيمكنهم أيضا من الاستجابة على وجه التحديد لتوقعات المسافرين، وبشكل خاص من خلال تقديم عروض عائلية تتناسب مع الراغبين في قضاء عطلتهم مع أزواجهم أو مع أصدقائهم. وعليه، فإن الأنشطة المفضلة خلال السفر هي البحر، الاستجمام، وزيارة المدن، والمواقع الطبيعية، والتراث التاريخي والمعماري، والرياضات المائية، والتسوق أيضا، وكل هذه الأنشطة متاحة في المغرب ويمكن الاستمتاع بها في مختلف جهات المملكة. وأعرب المكتب الوطني للسياحة المغربي عن ترحيبه برغبة 70 في المائة من المغاربة بقضاء عطلتهم الصيفية هذه السنة في بلادهم، ما يشجع ويدعم بدرجة أولى الفاعلين السياحيين الوطنيين بشكل خاص، ويدعم أيضا الاقتصاد المغربي بشكل عام، ما يؤكد على التزام المغاربة بدعم بلادهم خلال هذه الفترة الصعبة. ومن جهة أخرى، يجب الأخذ بعين الاعتبار البيانات الرئيسية الخاصة بهذه الدراسة بغية الاستجابة لها من خلال وضع إجراءات تسويقية مناسبة وخطة تواصلية مكيفة. يشار إلى أن هذه الدراسة شملت 2800 مستجوبا مغربيا تتراوح أعمارهم ما بين 18 و75 سنة، ويتحدرون من مختلف المناطق الحضرية عبر جميع جهات المملكة، ويمثلون جميع الفئات الاجتماعية-المهنية.