أكد جمال الرمضاني، رئيس جمعية تافوغالت للتضامن والتنمية ببركان، أن جمعية تافوغالت للتضامن والتنمية تعتبر من الجمعيات النشيطة بإقليمبركان، ولدت وترعرعت بجماعة تفوغالت، التي توجد في قلب جبال بني يزناسن، التي تتميز بتنوعها البيولوجي والجيولوجي والايكولوجي، منطقة سياحية بامتياز نظرا لموقعها الجغرافي المتميز ذات موروث ثقافي وتاريخي ومناظر طبيعية تؤهلها لتكون قبلة للزوار من مختلف أنحاء المغرب وخارجه، مضيفا، أن الجماعة تعاني من الإهمال وغياب التجهيزات والمرافق الضرورية التي تمكن الزوار من الإقامة، إذ تتجاوز نسبة الفقر بها 40 % ويعاني معظم السكان من البطالة، مشددا على أنه "يجب على جميع المتدخلين العمل سويا للنهوض بالمنطقة اقتصاديا واجتماعيا حتى تنعكس المعطيات السياحية والطبيعية، بالإيجاب على الشباب والمرأة القروية". * ما جديد أنشطة جمعية تافوغالت للتضامن والتنمية ببركان؟
- حاليا تشرف جمعية تافوغالت للتضامن والتنمية ببركان على إنجاز مشروع مبادرة تمكين بالثانويات التابعة لإقليمبركان، الذي انطلق الأسبوع الماضي وسيستمر لغاية نونبر المقبل، يقوده المركز المغربي للإبداع والمقاولة الاجتماعية، ويهدف المشروع إلى خلق بؤر للمقاولات داخل الثانويات، وتساهم الجمعية ضمن جمعيات أخرى، في إنجاز أنشطة اجتماعية وتربوية تهم الطفل والمرأة القروية والشباب، وفي برنامج محاربة الأمية، ودعم التعليم الأولي، وتعزيز خدمات الداخليات والإطعام والنقل المدرسي، ودعم التمدرس ومحاربة الهدر المدرسي لدى الأطفال المتحدرين من أسر فقيرة بالوسط القروي، فضلا عن مساهمتها في النهوض بأوضاع المرأة والطفل والأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة والمعاقين، وفي إدماجهم في الحياة الاجتماعية والاقتصادية، وتعمل الجمعية على حماية الموارد والمآثر الطبيعية والمحافظة على البيئة وتشجيع السياحة الجبلية، وخلق أساليب للتواصل مع الجالية المغربية المقيمة بالخارج على المستوى الثقافي والاجتماعي والإنساني والاقتصادي.
* ماهي خصوصية ومميزات جماعة تافوغالت التي تنشط بها جمعيتكم؟
- اسمحولي أولا أن أعرج باختصار على مميزات جماعة تافوغالت التي ولدت وترعرعت في أحضانها الجمعية، فهي جماعة قروية تابعة لإقليمبركان، تبعد عن مدينة وجدة ب 54 كلم وعن مدينة بركان ب 22 كلم وعن مدينة السعيدية ب 40 كلم، تقع في قلب جبال بني يزناسن وتتميز بتنوعها البيولوجي والجيولوجي والإيكولوجي فهي مدينة سياحية بامتياز، نظرا لموقعها الجغرافي المتميز ذات موروث ثقافي وتاريخي ومناظر طبيعية تؤهلها لتكون قبلة للزوار من مختلف أنحاء المغرب وخارجه، لها مواقع سياحية زاخرة يمكن تصنيفها إلى الموقع الإيركلوجي، ويتعلق الأمر بمغارة الحمام، هذه المغارة التي كنا نعتبرها مجرد مغارة دون أهمية، معلقة في الجبال لا تختلف عن باقي المغارات في مناطق أخرى، إلا أن الأبحاث الأخيرة التي أجراها فريق الباحثين من المعهد الوطني لعلوم الآثار والثرات بالرباط رفقة باحثين من معهد الآثار بجامعة أكسفورد البريطانية أزالت الغبار عن الأسرار التي كانت تحملها والتي جعلت منها مغارة ايركولوجية بامتياز، تتمثل في كونها تحمل أقدم جينات بشرية عثر عليها العلماء بإفريقيا وأقدم حلي في العالم، كما شهدت أيضا أقدم عملية جراحية ناجحة للجمجمة في تاريخ البشرية، إنها إذن أسرار تاريخية وإيركولوجية ضاربة في القدم، فخلال السنة الماضية جاب اسم مغارة الحمام كبريات الصحف العلمية العالمية والمواقع الإليكترونية والمعاهد العلمية كواحدة من مواطن الإنسان القديم بعد اكتشاف أقدم جيناته في افريقيا والتي يبلغ عمرها 15 ألف سنة، هذا ما جعل المغرب يصنف هاته المعلمة تراثا وطنيا، إلى جانب مغارة الجمل، التي تبعد عن تافوغالت بثماني كيلومترات، لها صبغة جيولوجية بامتياز صنفتها المندوبية السامية للمياه والغابات تراثا وطنيا، حيث الصواعد والنوازل تشكل أسوارا من مختلف الأعمدة المنحوتة على الكلس بواسطة المياه المتسربة عبر العصور وظاهرة التركيب الضوئي، وتستقطب عددا مهما من الزوار الذين يقصدونها من أجل الاستجمام واكتشاف مكوناتها ومسالكها، إضافة إلى أن مغارتي الحمام والجمل بتافوغالت تتميز بتموقعها وسط غابة كثيفة وغنية بتنوعها البيولوجي والإيكولوجي، حيوانات ونباتات من مختلف الأصناف هذه المميزات التي تزخر بها تافوغالت جعلتها تتبوأ مكانة خاصة سياحيا، كما تشكل إحدى الوصفات الطبية، حيث ينصح الكثير من الأطباء مرضاهم للتوجه والمكوث بها لبعض الوقت خصوصا الأمراض الصدرية.
* هل تنعكس هذه الإمكانيات والمؤهلات التي تم ذكرها على سكان المنطقة بالإيجاب؟
- للأسف، هنا يجب التوقف لحظة حيث تافوغالت لم تحظ بالاهتمام والعناية اللازمين حيث عانت من الإهمال وغياب التجهيزات والمرافق الضرورية التي تمكن الزوار من الإقامة، فتافوغالت تعتبر أفقر جماعة بإقليمبركان حيث تجاوزت نسبة الفقر 40 % وتفوق نسبة الهشاشة 60 % من السكان، يعاني أغلبهم من البطالة ومنهم عدد كبير من حاملي الشهادات، منهم من نجح في عبور البحر ومن تبقى يتعاطى لبعض الأنشطة الموسمية بالمطاعم. من هنا يجب تقديم التماس إلى جميع المتدخلين من أجل العمل سويا للنهوض بتافوغالت اقتصاديا واجتماعيا حتى تنعكس المعطيات السالفة الذكر بالإيجاب على السكان وبالخصوص على الشباب والمرأة القروية. ورغم المجهودات القيمة التي قام بها المجلس الجماعي خصوصا في الجانب المتعلق بالكهربة القروية والماء الصالح للشرب وشبكة الطرق على مستوى الدواوير والمرافق المتعلقة بالصحة خصوصا للنساء، فذلك غير كاف ومازال بعيدا عن انتظارات السكان الذين يعانون من البطالة وبالتالي من سوء الأحوال الاجتماعية، وهنا لا بد أن ننوه بالمجهودات التي يقوم بها عامل إقليمبركان ووقوفه شخصيا على بعض الاوراش التي انطلقت أو ستنطلق بتافوغالت وأذكر بالخصوص تثنية الطريق 607 الفاصلة بين بركان والطريق السيار مرورا بتافوغالت وكذلك تهيأة تافوغالت المركز، إضافة الى المخيم النموذجي المزمع بناءه بتافوغالت والذي سيحل محل المخيم الذي تم هدمه أخيرا، إضافة إلى البنية التحتية لا بد من خلق أنشطة اقتصادية يستثمر فيها المواطن المؤهلات الطبيعية التي تزخر بها تافوغالت وأقصد هنا بالخصوص تشجيع السياحة الجبلية التضامنية وخلق بنية تحتية خاصة بها وتأهيل الشباب والمرأة القروية لمواكبة هاته الأنشطة ولا يتم ذلك دون انخراط جميع الفعاليات من أجهزة حكومية وقطاع خاص والمجتمع المدني، لأن السياحة الجبلية لن تفيد السائح وحده بل تساهم في تحسين الظروف الاجتماعية والاقتصادية لسكان الجبال والدواوير والحد من الهجرة القروية نحو المدن.