قضى هؤلاء الشباب أزيد من 24 ساعة وسط أنفاق المغارة، التي تاهوا في شعابها ومتاهاتها المتعددة، من عشية الأحد الماضي إلى مساء اليوم الموالي. وحضر أفراد من الدرك الملكي والوقاية المدنية وعائلات المفقودين وعشرات السكان من المدينة، ولوحظ استنفار في صفوف المسؤولين بالمجمع الشريف للفوسفاط. وحسب مصادر أمنية، فإن الفتية، الذين انطلقت رحلتهم بإعداد وجبة غداء بالهواء الطلق، قادهم فضولهم ورغبتهم في البحث إلى دلف باب المغارة بحثا عن مستحاثات، ففقدوا البوصلة وتاهوا وسط دهاليز المغارة دون أن يتمكنوا من العودة لنقطة الانطلاق. مكوثهم كل هذه المدة داخل متاهات المغارة دفع العديد من الشباب من أهل المدينة للتطوع بحثا عنهم، سيما أن رجال الوقاية وجدوا صعوبة كبيرة في الدخول إلى أعماق الغار، حيث ينقص الأوكسجين وتصبح الحياة مستحيلة. وازداد الضغط والتخوف من فقدانهم بشكل نهائي، ليعيش الكل على أعصابه آملين بخروج الشباب الأربعة من النفق المظلم، خصوصا عندما باءت محاولات رجال السلطة والوقاية المدنية والدرك بالفشل، بسبب صعوبة مسالك المغارة، إلى أن جاء الفرج، في الأخير، من طرف شاب يدعى ولد عباد، من مدينة بوجنيبة، وهو من عثر على الفتية بحكم معرفته الدقيقة بالمغارة ومسالكها. بعدها، عمت الفرحة والبهجة محيط المغارة، وعادت البسمة لشفاه الأمهات والأهالي، بعد أن انقطعت أخبارهم تاركين خلفهم تكهنات حول مصيرهم الذي ظل مجهولا أزيد من 24 ساعة. ونقل الشباب إلى المستشفى الإقليمي لتلقي العلاج ومتابعة حالتهم النفسية بالخصوص. يذكر أن المغارة تتشكل في صورة نفق تحت أرضي، يتشعب إلى أنفاق وممرات كثيرة في اتجاهات عدة، والداخل إليها يحس بضيق التنفس نتيجة غياب الأوكسجين، وهو منجم قديم للفوسفاط، استُغل من طرف المجمع في أزمنة قديمة، غير أن الجهات المعنية لم تكلف نفسها عناء إغلاق الفوهات المنتشرة في المنطقة، رغم الحوادث الكثيرة التي وقعت بسببها.