سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عمر عزيمان: عملية التقييم التربوي ليست مجرد رصد للاختلالات ملتقى دولي بالرباط لتبادل التجارب الدولية
رحمة بورقية: التقييم التربوي يجب ألا ينحصر في قراءة المقارنات الدولية
قال عزيمان، في افتتاح أشغال الملتقى الدولي، الذي نظمته الهيئة الوطنية للتقييم لدى المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، أمس الخميس، بالرباط، حول موضوع "التقييم في التربية والتكوين: المقاربات والرهانات والتحديات"، إن "عملية التقييم نابعة من قناعة المجلس بأربعة مقومات، يتجلى الأول في ضرورة القبول الجماعي بالتقييم، بوصفه قيمة تهدف إلى التطوير والتقدم والارتقاء، وثقافة تتوخى التجديد المستمر في تجاوب مع المستجدات، ومجالا للبحث العلمي التخصصي الدائم، لا سيما في ميدان التربية والتكوين". أما المقوم الثاني، يضيف رئيس المجلس، فيكمن في اعتماد آليات وأدوات ومؤشرات للتقييم، مؤسسة منهجيا وعلميا، ومتعارف عليها دوليا، تتسم بالموضوعية والشفافية والمصداقية، وتأخذ بعين الاعتبار شروط المنظومة التربوية والمؤسسات، وتطلعات المجتمع وتحديات العصر. وحدد المقوم الثالث في مأسسة التبادل المنتظم والإصغاء المتفاعل، المبني على تحقيق قيمة مضافة، بين الهيئة المضطلعة بالتقييم وبين القطاعات والمؤسسات المشرفة على التربية والتكوين والبحث العلمي، والمقوم الرابع في الاقتناع بقدرة التقييم على الإسهام في تقوية التعبئة حول قضايا المدرسة. من جهتها، أبرزت رحمة بورقية، مديرة الهيئة الوطنية للتقييم، أن الإصلاح العميق للتربية بالمغرب، من خلال تطبيق الرؤية الاستراتيجية، يستدعي حشد كل الهياكل الوطنية والدولية للتقييم المتوفرة لوضعها رهن إشارة الورش الكبير والعميق للإصلاح. واعتبرت بورقية، في كلمة بالمناسبة، أن "أهمية دور التقييم كآلية ناظمة للسياسات العمومية، يجب ألا تنسينا أن أزمة التربية والتكوين مرتبطة بالسير الداخلي لنظام التربية والتكوين، وبعوامل خارجية وجب أخذها بعين الاعتبار في كل تقييم". واستحضرت عوامل تتعلق بثقافة الفاعلين، والسياسات التربوية وتاريخها، وأنظمة الحكامة، والصراعات حول القيم، ودرجة التعبئة المجتمعية حول مشروع تربوي يُسائل الحاضر من أجل مدرسة وجامعة المستقبل. وترى مديرة الهيئة أن التقييم التربوي يجب ألا ينحصر على قراءة تقف عند حدود المقارنات الدولية، بل ينبغي تعزيزها بدراسات تقييمية للسياقات التربوية بمنهجية، مستقاة من تعدد الاختصاصات لتفسير نتائج المقارنات الدولية لكي تنير قرار السياسات العمومية. وأبرزت أن التقييم يجب أن يخضع دائما ل"مقاربة يقظة وانعكاسية وبناءة، حتى لا يصبح مجرد ممارسة روتينية تمنح السلطة للمقيمين"، وأنه "لن يكون نافعا ومفيدا إلا إذا شكل تلك الآلية المحفزة، التي تدفع النظام التربوي وكل الفاعلين فيه إلى تجديد وتحسين المكتسبات بصفة مستمرة ومستدامة، وتدفع لحسن تسيير المدرسة والجامعة". ويهدف الملتقى الدولي حول التقييم في التربية والتكوين، المنظم على مدى يومين، حسب المنظمين، إلى تبادل وتشارك التجارب الدولية المتعلقة بالتقييم، والتفكير في سبل ووسائل تأسيس علاقات شراكة مع المؤسسات الشبيهة على المستوى الدولي. كما يهدف إلى تملّك ثقافة التقييم من طرف فاعلي نظام التربية والتكوين والبحث العلمي الوطني.