يأتي ذلك، تبعا لتزايد عدد الحالات المصابة بداء ألزهايمر في المغرب، إذ أن أكثر من 20 ألف شخص يعانون هذا المرض، الذي يعتبر أول سبب للإصابة بالخرف في المغرب لدى الأشخاص المسنين، حسب آخر المعطيات المتوفرة لدى قسم الصحة العقلية والأمراض الانتكاسية بمديرية الأوبئة ومقاومة الأمراض غير المعدية بوزارة الصحة. وعملت الجمعية، وهي عضو الجمعية الدولية لألزهايمر، على تقريب المجتمع من معاناة المتكفل بالمريض، أو المساعد الأسري، لأنه أحد أفراد الأسرة، الذي يشرف على مساعدة المريض على القيام بأبسط الأنشطة، مثل تناول الطعام أو الدواء، والذهاب إلى الحمام، خاصة الأنشطة الخارجية، حرصا على سلامة المريض، مع فقدانه لقدرته على التعرف على الأشخاص والأمكنة. ويأتي تركيز أنشطة التحسيس بدور المساعد الأسري للمريض، لأنه يفقد قدرته على قضاء حوائجه بشكل طبيعي، ويفقد استقلاليته مع إصابته بصعوبات في الكلام والفهم والحركة، وفقدانه تدريجيا للقدرة على القيام بأنشطته اليومية. وتهدف الجمعية إلى تخفيف معاناة المرضى وعائلاتهم، من خلال دورات تكوينية للمساعدين الأسريين وأنشطة توعية لتعريف المجتمع بطبيعة المرض وإخراجه من خانة السخرية أو الطابوهات، مع مد العون والمساعدة إلى المتكفلين بالمرضى لتخفيف معاناتهم النفسية. ويتحمل المتكفلون بالمرضى عبئا ثقيلا، اجتماعيا واقتصاديا، إذ يزيد الأمر خطورة عندما تكون الأسرة جاهلة بالمعلومات الوافية والصحيحة حول المرض، وعن كيفية التكفل بذويها، إلى جانب افتقارها للإمكانات المالية الميسرة للتكفل بالشخص المريض. وتهدف الجمعية المغربية للأزهايمر والأمراض المرتبطة به إلى جعل المرض ضمن أولويات وزارة الصحة، نظرا للعدد المتزايد للمرضى وعدم قدرة العائلات على تحمل تبعاته. وتسجل هذه المعطيات، في ظل تزايد عدد المسنين في المغرب، إذ يمثل البالغون من العمر 60 سنة نسبة 2.5 في المائة من مكونات المجتمع، ويرتقب أن يصل عددهم إلى أكثر من 4 ملايين في 2019. وتبرز المعطيات أن احتمالات الإصابة بالداء تزيد بنسب مختلفة حسب السن، إذ تتحدد في 5 في المائة لدى الفئة التي يتجاوز عمرها 65 سنة، وتصل إلى 10 في المائة لمن يفوق عمرهم 75 سنة، لتقفز النسبة إلى 20 في المائة لدى البالغ عمرهم 90 سنة. وتتضمن المعطيات الرسمية، أن من العوامل المسببة للإصابة في المغرب، ارتفاع الضغط الدموي، وداء السكري والكوليسترول، وأن أكثر من 20 في المائة من المرضى الذي يتابعون علاجاتهم في مصالح الجراحة الدماغية يعانون الخرف الشرياني، الناتج أساسا عن فشل علاجات مرض القلب والشرايين وارتفاع ضغط الدم. ويعتبر التشخيص المبكر لداء ألزهايمر وسيلة مهمة لتأخير مرحلة الخرف، سيما أن العلم لم يتوصل بعد إلى أي علاج شاف بشكل نهائي، بينما تتوفر أدوية مبطئة لتطور أعراض المرض، تصل كلفتها إلى ألف درهم في الشهر، ما يشكل حملا ثقيلا لدى الأشخاص المسنين الذين لا يتوفرون على أي تغطية صحية عن المرض. ومن السبل الوقائية من المرض، الرفع من القدرات الذهنية والجسمية للأشخاص المسنين، والحرص على التغذية الجيدة والمتوازنة، وممارسة أنشطة جسمية، كل حسب قدراته الصحية. يشار إلى مرض ألزهايمر يمس 46.8 مليون شخص عبر العالم، بمعدل إصابة جديدة في كل ثلاث ثوان، حسب معطيات الجامعة الدولية للأزهايمر، وتتوقع الجمعية الدولية ارتفاع عدد المصابين إلى 74.7 مليون سنة 2030، مع احتمال تسجيل أغلبية الحالات في الدول المنخفضة والمتوسطة الدخل.